الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن- تبعث رسالة إلى رئيس وزراء اليمن

2019-02-05 19:46
الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن- تبعث رسالة إلى رئيس وزراء اليمن
شبوه برس - خاص - عدن

 

الأخ الدكتور معين عبد الملك

     دولة رئيس الوزراء                        المحترم

تحية وتقدير

                                          

الموضوع :- رصيف السواح في التواهي

 

         تجري في هذه الأيام أعمال ترميم لرصيف السواح في مدينة التواهي  ، وهو المعلم التاريخي المتضرر نتيجة الضربات العسكرية في حرب 2015 .  وعليه ، فإنني من واقع مسئولتي أمينا عاما للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار – عدن – أرجو تدخلكم السريع لوقف أعمال الترميم في ذلك المعلم  ، وذلك للاعتبارات التالية :-

أولا :- أن محافظة عدن تكتنز فوق أرضها موروثا هائلا من المواقع التاريخية ، التي مازالت ماثلة حتى اليوم ، وتقع تحت سلطة دوائر حكومية وشبه حكومية متعددة . كما تقوم بخدمات رسمية للمواطن  مثلما هو الحال لرصيف السواح . ولو حرصت كل إدارة على ترميم المعلم الواقع تحت سلطتها  بمفهومها للترميم  فإن الإرث التاريخي للمدينة سيفقد خاصيته التاريخية بل وستندثر بمرور الوقت القيمة الثقافية والهوية التاريخية لعدن .

ثانيا :- أن هذا المعلم ليس مجرد ممر يوصل بين الشارع والمدخل البحري.  لكنه قد غدا منذ الحكم البريطاني لعدن معلما تاريخيا لملامح التمدن والتجارة لعدن . واحتوت ممراته  على معلومات  توثيقية لشهداء أبناء عدن في الحربين العالميتين الأولى والثانية . كما وثقت جدرانه زيارات الشخصيات العالمية الخاصة والرسمية  الزائرة لعدن الذين عبروا هذا الرصيف .

ثالثا :- أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف -عدن – هي المناط بها مهام الحفاظ والصون وإعادة التأهيل للمعالم التاريخية ، وذلك بموجب القانون

رابعا :- وجود مشروعا دوليا  مشتركا للاتحاد الأوروبي واليونسكو يستهدف إعادة تأهيل المعالم التاريخية في عدن ومدن يمنية أخرى . وقد تمّ التوقيع عليه في شهر ديسمبر 2018 .  وبدأ المشروع أنشطته المسحية على أرض الواقع . والتدخل الحالي في رصيف السواح يعرقل استثمار عدن لنصيبها من المشروع الدولي المذكور . بل أن العمل الحالي في الرصيف يسمح بتدخلات غير متخصصة بالعبث بهذا المعلم و إفقاده قيمته الثقافية .

خامسا :-  أن الذاكرة المجتمعية لعدن يجب أن تبقى يقظة لذكريات الحرب القاسية على المدينة وفظاعة الضربات العسكرية على المواطنين . وعليه ـ فإن الإبقاء على هذا المعلم المنفتح على العالم والمتصل بوجدان المجتمع العدني يجب أن يظل شاهدا على الحرب الظالمة.  وينبغي ألاّ تطاله قساوة أعمال البناء وتشمله خطة التغيير  ، خاصة وأن حجم الضرر قد تمثل بالجزء العلوي من المبنى فقط . كما لم تتضرر وظيفة المعلم الخدمية . وبالنظر إلى ذلك أدعوكم أنا ومحبّي عدن كافة إلى توقيف أعمال الترميم فيه والاحتفاظ به شاهدا على الحرب على المدينة ، مثلما يحدث في كل مدن العالم ، على أن توظف الساحات المحيطة توظيفا ثقافيا متصلا بطبيعة المعلم ووظيفته . وأن توثق شواهد العملية العسكرية عليه وتعرض صور شهدائه على جدرانه .

سادسا:- أدعوكم كذلك إلى احتضان لقاء موسع يضم الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، والجمعية اليمنية للتاريخ والآثار والمهتمين بالمعالم التاريخية ، ومدراء المرافق الحكومية في مديريات محافظة عدن ، والتي تقع تحت سلطتها معالم تاريخية ، وذلك من أجل رسم آلية تنسيقية للمحافظة على هذه المعالم وتوظيفيها بشكل سليم .

      وعليه ،  فأنني  أدعوكم للتدخل العاجل بوقف العمل في هذا المعلم  ، وذلك حرصا على استثمار الموروث الثقافي لعدن وتوظيفه توظيفا تنمويا .

                                        

لكم منّا فائق التقدير والاحترام                                                     

ودمتم

الدكتورة : أسمهان العلس

أستاذ التاريخ الحديث

الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن-

عضو المجموعة الاستشارية النسائية للمبعوث الدولي لليمن

عدن – 30  - يناير 2019