الأخ الدكتور معين عبد الملك
دولة رئيس الوزراء المحترم
تحية وتقدير
الموضوع :- رصيف السواح في التواهي
تجري في هذه الأيام أعمال ترميم لرصيف السواح في مدينة التواهي ، وهو المعلم التاريخي المتضرر نتيجة الضربات العسكرية في حرب 2015 . وعليه ، فإنني من واقع مسئولتي أمينا عاما للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار – عدن – أرجو تدخلكم السريع لوقف أعمال الترميم في ذلك المعلم ، وذلك للاعتبارات التالية :-
أولا :- أن محافظة عدن تكتنز فوق أرضها موروثا هائلا من المواقع التاريخية ، التي مازالت ماثلة حتى اليوم ، وتقع تحت سلطة دوائر حكومية وشبه حكومية متعددة . كما تقوم بخدمات رسمية للمواطن مثلما هو الحال لرصيف السواح . ولو حرصت كل إدارة على ترميم المعلم الواقع تحت سلطتها بمفهومها للترميم فإن الإرث التاريخي للمدينة سيفقد خاصيته التاريخية بل وستندثر بمرور الوقت القيمة الثقافية والهوية التاريخية لعدن .
ثانيا :- أن هذا المعلم ليس مجرد ممر يوصل بين الشارع والمدخل البحري. لكنه قد غدا منذ الحكم البريطاني لعدن معلما تاريخيا لملامح التمدن والتجارة لعدن . واحتوت ممراته على معلومات توثيقية لشهداء أبناء عدن في الحربين العالميتين الأولى والثانية . كما وثقت جدرانه زيارات الشخصيات العالمية الخاصة والرسمية الزائرة لعدن الذين عبروا هذا الرصيف .
ثالثا :- أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف -عدن – هي المناط بها مهام الحفاظ والصون وإعادة التأهيل للمعالم التاريخية ، وذلك بموجب القانون
رابعا :- وجود مشروعا دوليا مشتركا للاتحاد الأوروبي واليونسكو يستهدف إعادة تأهيل المعالم التاريخية في عدن ومدن يمنية أخرى . وقد تمّ التوقيع عليه في شهر ديسمبر 2018 . وبدأ المشروع أنشطته المسحية على أرض الواقع . والتدخل الحالي في رصيف السواح يعرقل استثمار عدن لنصيبها من المشروع الدولي المذكور . بل أن العمل الحالي في الرصيف يسمح بتدخلات غير متخصصة بالعبث بهذا المعلم و إفقاده قيمته الثقافية .
خامسا :- أن الذاكرة المجتمعية لعدن يجب أن تبقى يقظة لذكريات الحرب القاسية على المدينة وفظاعة الضربات العسكرية على المواطنين . وعليه ـ فإن الإبقاء على هذا المعلم المنفتح على العالم والمتصل بوجدان المجتمع العدني يجب أن يظل شاهدا على الحرب الظالمة. وينبغي ألاّ تطاله قساوة أعمال البناء وتشمله خطة التغيير ، خاصة وأن حجم الضرر قد تمثل بالجزء العلوي من المبنى فقط . كما لم تتضرر وظيفة المعلم الخدمية . وبالنظر إلى ذلك أدعوكم أنا ومحبّي عدن كافة إلى توقيف أعمال الترميم فيه والاحتفاظ به شاهدا على الحرب على المدينة ، مثلما يحدث في كل مدن العالم ، على أن توظف الساحات المحيطة توظيفا ثقافيا متصلا بطبيعة المعلم ووظيفته . وأن توثق شواهد العملية العسكرية عليه وتعرض صور شهدائه على جدرانه .
سادسا:- أدعوكم كذلك إلى احتضان لقاء موسع يضم الهيئة العامة للآثار والمتاحف ، والجمعية اليمنية للتاريخ والآثار والمهتمين بالمعالم التاريخية ، ومدراء المرافق الحكومية في مديريات محافظة عدن ، والتي تقع تحت سلطتها معالم تاريخية ، وذلك من أجل رسم آلية تنسيقية للمحافظة على هذه المعالم وتوظيفيها بشكل سليم .
وعليه ، فأنني أدعوكم للتدخل العاجل بوقف العمل في هذا المعلم ، وذلك حرصا على استثمار الموروث الثقافي لعدن وتوظيفه توظيفا تنمويا .
لكم منّا فائق التقدير والاحترام
ودمتم
الدكتورة : أسمهان العلس
أستاذ التاريخ الحديث
الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- عدن-
عضو المجموعة الاستشارية النسائية للمبعوث الدولي لليمن
عدن – 30 - يناير 2019