توسّع الدبلوماسية الجنوبية !

2019-03-22 07:26

 

حاول البعض التقليل و السخرية و تقزيم الدبلوماسية الجنوبية تارةً بأنّ الدعوات أتت من منظمات غير حكومية و تارةً أخرى بحرف مضمون تلك الدعوة بأنها ستحمل في طياتها رسالة تهديد و وعيد وجهاً لوجه من تلك الدول الداعية.

 

في الزيارة الأولى لبريطانيا و في بداية إعلانها جَزَمَ البعض بأنّها مجرد زيارة عادية سيتم خلالها  مقابلة الجالية الجنوبية و التقاط الصور ، ليتفاجأ الكل حينها بالدبلوماسية الجنوبية في عمق  مجلس العموم البريطاني و تعنون مجلة الجاردين البريطانية بعدها  بالخط العريض لا استقرار في اليمن ما لم يتم الإستماع لمطالب الجنوب بانفصالها عن الشمال .

فجنّ جنون من لا يريد للجنوب مكانةً و لسان حالهم يقول ما هكذا تورد الإبل يا بريطانيا !

 

تسربت أخبار بعدها بأنّ روسيا ستلتحق بركب بريطانيا في الإستماع لقضية الجنوب ، فقالوا أضغاث أحلام ليتفاجأ الجميع للمرة الثانية بأنّ الدبلوماسية الجنوبية تحتضن الدب الروسي عبر نائب وزير خارجيتها وممثل الرئيس "بوتين" في إستقبال رسمي عالي مفاده بأنّ الجنوب قاب قوسين أو أدنى .

 

غير أنّ للسياسة دبلوماسية رفيعة تغلبها المصالح و هذا ما جسده وزير خارجية بريطانيا و سفير روسيا بعد زيارتهم لعدن بالتوازي مع توسع الدبلوماسية الجنوبية في رسالة  تطمينات هامشية ليس إلا ، لجبر الخواطر و رفع الضرر الذي سيطال النخب التي تكنّ عداوة للجنوب .

 

غير أنّ ما أضحكني المؤتمر الصحفي للسفير الروسي الذي أشار في مستهل حديثه على وقوفه مع اليمن شماله و جنوبه ليعقبه ردة فعل مَن بجانبه لا أعرف صفته و منصبه قائلاً للسفير و وحدة اليمن ، فكررها السفير رضاءً لقائلها في موقف مخزي معيب .

 

في الأخير لا ندري ما الدولة الأخرى القريبة التي ستطالها الدبلوماسية الجنوبية و من السفير أو الوزير الذي سيزور عدن حينها بالتوازي مع هذا التوسع ، ليواسي و يمسح دموع المتباكين و يعالج نفسية المصدومين .

 

و إنّا من المنتظرين ....

 

 و دمتم في رعاية الله