وجه سياسي ومثقف شبواني سؤالا لكل الجنوبيين قال فيه : أن على الجنوبيين على اختلاف مشاربهم السياسيه والاجتماعيه أن يجيبوا على السؤال التالي : هل من مصلحة الجنوبيين أن يظلوا ضمن إطار الجمهوريه اليمنيه أم إن من مصلحتهم استعادة وطنهم الجنوب وبناء فيه دوله مدنيه ديمقراطية فيدراليه خاصه بهم ؟
وقال الأستاذ "سالم هارون" في موضوع تلقى موقع "شبوه برس" ويعيد نشره : أنه ومن أجل الاجابه على هذا السؤال بصوره واضحه وصحيحة، لابد من استعراض النواحي السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافية المتعلقة بالإجابة على هذا السؤال .
أولا من الناحيه السياسيه :
من المعروف ان نسبة سكان الجمهوريه العربيه اليمنيه إلى سكان الجنوب يساوي 6 :1 أي أن الجنوب خسران حتى في الحكم الديمقراطى التعددي الصحيح لأن الاغلبيه يشكلها سكان الجمهوريه العربيه اليمنيه بنسبة 6 : 1 مما يعني سيطرة الجمهوريه العربيه اليمنيه على الجنوب .
كما أن النفوذ الزيدي في الجمهورية العربية اليمنية لا يزال مسيطرا وتتبعه كل القوى المتنفذه في الجمهوريه العربيه اليمنيه مما يعني بقاء الجنوب تحت سيطرة النفوذ الزيدي والقوى المتنفذه التابعه له في الجمهوريه العربيه اليمنيه .
كما لايمكن بناء دولة النظام والقانون في ظل الجمهوريه اليمنيه وذالك لعدم سماح القوى المتنفذه في الجمهوريه العربيه اليمنيه بذالك لانها تعتبر إقامة دولة النظام والقانون نهاية نفوذها .
استمرارية الفساد كسياسه رسميه لدولة الجمهوريه اليمنيه وهذا يعني استمرارية انتشار المزيد من الإرهاب والتطرف والحروب كما ما هو حاصل اليوم .
وحتى من ناحية الوزن الإقليمي والدولي باستخدام معيار زيادة عدد السكان الذي ذهب الحزب الاشتراكي إلى صنعاء تحت مبرره قد أثبت التاريخ الحديث سقوط هذا المعيار أي أن زيادة عدد السكان لم يعد قوة والدليل أن إسرائيل عدد سكانها ستة ملايين انسان تركع أمه تعداد سكانها أكثر من ثلاثمائة وخمسون مليون إنسان .
ثانيا الناحيه الاقتصادية :
وقبل أن أدخل في منعطفات هذه الناحيه أوجه سؤالين هما :
السؤال الأول : هل اذا أتينا بسته رجال إلى رجل يسكن غرفه تتسع له بصوره مريحة واضفناهم إليه في تلك الغرفه سيكون حاله أفضل أم اسوى؟
السؤال الثاني : هل اذا أتينا بسته رجال إلى رجل واحد قاعد يؤكل وجبه تكفيه فقط وجعلناهم يشاركوه وجبته سيكون حاله أفضل أم اسوى ؟
أي أن الجنوبيين خسرانين اقتصاديا وجغرافيا لأن الجنوب سكان قليل وارض واسعة ، كما أن الجنوب تتوافر فيه العديد من الثروات الطبيعية المعدنية والنفطيه والنباتيه والحيوانية والسمكية والسياحية وكذا موقع الجنوب الاستراتيجي بالنسبة لطرق التجارة العالميه والذي يدر عليه بدخل قومي لا يقل وفره عن دخل الثروات الأخرى .
مما يعني أنه إذا كان الدخل القومي للجنوب يساوي سبعه مليار دولار سيؤخذ سكان الجمهورية العربية اليمنية سته مليار ومليار سيؤخذ سكان الجنوب وذالك لأن نسبة سكان الجمهوريه العربيه اليمنيه إلى سكان الجنوب تساوي :6 : 1 .
ثالثا الناحيه الاجتماعية :
إن بقاء الجنوب تحت حكم الجمهوريه اليمنيه يعني استمرارية الدور الرجعي للقبيلة بوصفها الحبل السري الذي يربط بين العصر الجاهلي وعصر الانحطاط الذي نعيشه اليوم على حساب دورها التقدمي في الصعود على درجات سلم التحضر والتقدم والرقي .
كما أن بقاء الجنوب ضمن إطار الجمهوريه اليمنيه يعني مزيدا من انتشار الثارات واستجلاب المزيد من موروثات وعادات وتقاليد واعراف العصر الجاهلي في وإلى الجنوب .
كما يعني استمرارية الولاء الأبوي الاقطاعي المتمثل في شيخ القبيله ، وكما يعني أيضا إحلال أعراف وعادات وتقاليد وموروثات العصر الجاهلي مكان الدستور والأنظمة والقوانين المدنيه والعسكريه المتحضره .
رابعا من الناحيه الثقافية :
يعني أن بقاء الجنوب ضمن إطار الجمهوريه اليمنيه يعني ملازمة ثقافة الثأر لنا في الجنوب وثقافة التمييز العنصري وثقافة امتهان الأقوى للآخر الأضعف ، كما ستلازمنا ثقافة احتقار واضطهاد المرأه بالنظر اليها فقط كوسيلة إنتاج بشري ووسيلة ترفيه وخدمه وإشباع رغبات جنسيه بالنسبة لرجل ليس إلا .
كما ستظل تلازمنا ثقافة احتقار واضطهاد القوى المنتجه في المجتمع لصالح القوى الطفيليه المستهلكه التي لا تمثل سوى نسبه ضئيلة من المجتمع .
كما ستظل تلازمنا ثقافة تمجيد مشايخ القبائل وأرباب المال وأرباب السلطه المدنيه والعسكريه على حساب ثقافة التمجيد الواجبه للعلماء والأساتذة والدكاتره والعباقره والخبراء وأهل الأدب والثقافة والفنون وكل من يناضل لأجل تغيير المجتمع نحو الأفضل .
بعد قراءة كل هذه المعطيات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافية لا أعتقد أن هناك جنوبي واحد سيقول نعم للجمهورية اليمنية إلا من كان مستفيد من سياسة الفساد الرسميه لدولة الجمهورية اليمنية
صقرالغرانيق سالم هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه
31 مارس 2019