الشائعات أثناء الحرب والحذر منها !!

2019-09-02 09:04

 

عند نشوب الحروب والأزمات تعد الشائعات من أهم الأدوات التي تعتمدها الحرب النفسية من اجل تحقيق أهدافها، التي منها تحطيم معنويات الأعداء، وتحطيم الثقة بمصادره الإخبارية، وتستخدم كطعم لمعرفة ردود الفعل ومعرفة معنويات المجتمع وقواته العسكرية.

وللشائعات عدة أساليب فقد تأتي مموهة (مقنعة) لا ينتبه الناس العاديون إلى أهدافها، ولا يحتاطون لها، وتتسلل إلى النفوس ودون أن يشعروا بها, وهي وسيلة فعالة لافتعال الفتن والأزمات والحروب بين أبناء الوطن الواحد, وقد تتسبب في هزيمة جيش بأكمله ونحن في الجنوب اليوم نواجه حروبا إعلامية شرسة

تعمل فيها مطابخ الإصلاح اليمني على ضخ الإشاعات على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عندما أدعوا عن تمكنهم من اجتياح عدن و إسقاط المقرات الأمنية خلال المعارك الأخيرة بينما الواقع يؤكد خلاف ذلك والجنوبيون هم أكثر وعياً ومعرفة بالمدينة..

.ولم يتردد حزب الإصلاح في التعاون والتنسيق مع القاعدة والدواعش والإرهاب، وكشفت الحرب في اليمن الكثير من الأقنعة وخاصة إخوان اليمن الذين لم يقوموا بأي دور ضد الانقلابيين ولا تزال الجبهات التي يقودونها دون أي تقدم على عكس الجبهات التي كان يقودها الجنوبيون وحققت نجاحات كبيرة وانتصارات متسارعة في الجنوب والوسط والساحل الغربي لليمن ..

 

وقال الكاتب السياسي عادل حمران إن "كل ما يقوم به إعلام الإصلاح الذي تصرخ أبواقه كل ليله من اسطنبول وامستردام عبر شاشة الجزيرة لا يعبر إلا عن فقدان مصالحه وكذلك فقدان حجمه على الأرض فكل ما يقدمه الحزب مناورات إعلامية فقط، أما في الدفاع عن اليمن فقد هربت قياداته خارج البلاد، فالإصلاح لم يكن إلا مجرد فوبيا يرعب الأحزاب الأخرى بأنصاره من القبائل، لكن ساعة الجد ذهبوا جميعاً خارج الحدود في حين نهضت المملكة و الإمارات للدفاع عن اليمن ورسم ملامح النصر للشعب اليمني .

 

وفي كتابه بعنوان (الإشاعة والحرب النفسية (Rumours and Psychological War) يعرفها الدكتور/ كمال الأسطل بأنها ((خبر ينتقل من فم مجهول إلى فم مجهول للمصدر يتحرك بين الأفراد ولا يحمل معه دليلا على صحتها ويفتقر إلى المسؤولية وتتغير بعض تفاصيله من فرد لآخر))

 

قوانين الإشاعة:

التغيير والتشويه – التضخيم أو المبالغة – التنسيق – قانون شدة انتشار الإشاعة = الغموض × الأهمية

 

تصنيف الشائعات

اليائسة: وتتلخص في التخويف والكراهية وتحويل الو لاءات ودق الأسافين …. الخ.

الشائعة الزاحفة: ووسيلتها الاتصال والنقل الشفوي ومصدرها مجهول, و تروج ببطء و يتناقلها الناس همسا وبطريقة سرية تنتهي في آخر الأمر إلى أن يعرفها الجميع.

الشائعة العنيفة: تتصف بالعنف، وتنتشر انتشار النار في الهشيم، وهذا النوع من الشائعات يغطي جماعة كبيرة جدا في وقت بالغ القصر, ومن نمط هذا النوع تلك التي تروج عن الحوادث والكوارث أو عن الانتصارات الباهرة أو الهزيمة في زمن الحرب.

 

التصدي للشائعات

يجب على جميع أبناء الجنوب التصدي لهذا العدو المتخفي والتغلب على أسلحته غير التقليدية, لأن حرب اليوم ليست حرب دبابات و مدافع فقط بل حرب ثقافية ونفسية واجتماعية، يراد منها التأثير على العقول والأمزجة واستبدال الثقافات وصولاً إلى السيطرة على الشعوب والبلدان ومنها:

أولا: البحث الدائم عنها وتحطيمها أو التقليل من تفشيها.

ثانيا: الإشاعة تستهدف الفئات ولا تستطيع أن تجتاز الحواجز الاجتماعية.

ثالثا: تفنيدها باستهداف المساحات الغامضة فيها وتوضيحه.

رابعا: القضاء على الإشاعات بالمعلومات.

خامسا: تكذيب الإشاعة. (زاوية أكاذيب العدو في الصحف مثلا(.

سادسا: تشكيل لجان متخصصة لفحصها بهدف معرفة غاياتها ومن تستهدف ليسهل القضاء عليها .وختاما أوجه كلامي لأصحاب الأقلام الحرة وأقول :

إنك أيها الكاتب سفير الكلمة الصادقة المخلصة، وبقلمك تقدر أن تكسر حاجز الصمت الذي يخرس ألسُناً عن التعبير الكاذب ، وتنطلق في فضاء المعرفة بأجنحتك، فتلتقط ما يناسب المواقف فالرجال مواقف والمجتمع بكامله سينتفض معك بعد أن هزته كلماتك الصادقة والمعبرة .

لقد تعب القارئ من أقلام انكسرت على أسوار اليأس وحافة الصمت، ومن أقلام تشعر بالهزيمة والخوف والضعف، ومن أقلام تحجر على الكلمة، وتقتل المعنى، وتدمر الفكرة، وتحجزها داخل عالم مظلم جامد .

 

إن القارئ اليوم ينتظر أقلاما تستيقظ من غفوتها، وتتخلص من عجزها وجمودها، فتهب نشطة تنطلق كالسهم يصيب الهدف!!

وكما نرى من حولنا فوسائل التواصل الاجتماعي في الانترنت تعج بالحروب الكلامية والإشاعات المغرضة والاعتراضات والمعلقون دائماً ما يحتجبون خلف ستار السرية ويضعون على رؤوسهم طواقي الإخفاء مما قد يجعلهم يكتبون ما يتحاشون قوله وجهاً لوجه لسببين :

أما جبنا وخوفا من ردة الفعل أو أنهم غير مقتنعين أساسا بما يطرحون من أفكار وخاصة عندما يتحول النقد إلى شخصية الكاتب لا لفكره !!

أما الاختلاف فهو شيء طبيعي وصحي ولكن يجب على كل مخالف أن يتعلم فن الاختلاف ويتقن أدواته حتى يُسمع منه ويكون لرأيه وجاهة فتصل فكرته ويحقق الهدف المفيد خاصة إذا كانت مسئولية الكاتب طرح قضية وفكر فمسئولية الناقد تقييم هذا الفكر، وتسليط الضوء عليه.

 

ومن الممكن أن يختلف النقاد والمشاركون على تقييم هذا الفكر، أما أن نقف ونوزع الاتهامات بالتجريح وإلصاق التهم والتخوين ونشر الأكاذيب بالمجان وفي النهاية تدخل المشاركات في إسفاف وسوقية ومغالطات.. فهذه ألفاظ لا ينبغي أن تخرج من المثقف !! وأتعجب من أصحاب الأقلام المأجورة، باعة المبادئ، الذين باعوا أقلامهم بحفنة من عرض رخيص زائل، وسطروا من الفجور والضلال والنفاق ما إن مزج بماء البحر لمزجه خبثا ونتنا وعفنا. وقد جندوا أنفسهم لهدم المجتمعات وبث بذور الشر والفساد والفتن،وأقول لهم : كفوا أذاكم وشروركم عن وطنكم وأهله وأذكرهم أن المكر السيئ يحيق بأهله فالأشخاص زائلون والأوطان باقية !!

 

أما الكاتب الحر الشريف فهو يحتاج للحرية الكاملة لكي يعبر عن ما بداخله لكن إذا فرضت عليه بعض أنواع الرقابة والنقد اللاذع نجده قليل الإنتاج بسبب عدم صلاحية المناخ الذي يعيش فيه الكاتب، فمسئولية صاحب القلم أكبر بكثير من تلك التعليقات المحبطة، فلنتجاوز عنها لأننا نكتب لمصلحة وطن قبل أن تكون مصلحة أفراد حالمين أو ناقمين أو ساخطين على كاتب.وختاما :

إن الحجارة لن تسد مجرى النهر ولن تغير طريقه!!

د. علوي عمر بن فريد