حوار جـدة ... القائد الشجاع هو من يتخذ القرار الصعب

2019-09-11 13:57

 

أصبحت كيفية انهاء الحرب في اليمن تؤرق الكثيرين وخاصة من اكتووا بنارها في اليمن ودول التحالف والجنوب ، ولم يبق إلا القرار الصعب الذي يجب اتخاذه لإنهاء هذه المجازر اليومية .

ولابد من الاعتراف بأن وجود واقع جديد وخيار وحيد يجب مناقشته وبحث سبل حله بدلا من الاستمرار في حرب من الواضح أنها لن تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بدمار ودماء وكراهية ستتحول إلى إرهاب وفضائع.

 

الخيار الوحيد الذي يفرض نفسه على الجميع وعلى التحالف العربي هو أن هناك إرادتين شعبيتين في صنعاء وعدن ويجب الاستماع لهما والجلوس لبحثهما.

لماذا التهرب من الاعتراف بأن الحوثي فرض نفسه في اليمن ((الشمال)) ؟

ولماذا التهرب من الإعتراف بالمجلس الانتقالي في الجنوب العربي ؟

إن الاستغفال ومحاولات تجاوز الواقع دفعت إليمن الى الهاوية ولن تفيد دول الجوار .

هناك إرادتان شئنا أم أبينا إحداهما في صنعاء والأخرى في عدن فرضتا واقعا جديدا وهو أن الحديث عن الوحدة أصبح مضيعة للوقت وهدر للدماء والمال وإرهاق التحالف .

وان البحث عن صيغة جديدة تحقن الدماء وتضع حدا للموت والدمار في هذا البلد المنكوب أصبح ضرورة ملحة .

الإرادة الشعبية في صنعاء تنزع الى التمكين في الشمال لترسيخ المذهب الشيعي الاثنى عشري ،اما نزعة  السيطرة على الجنوب فهي لغرض الاستحواذ على الثروات الطبيعية وهو مالم يسمح به الجنوبيين ولو قاتلوا الى آخر قطرة من دمائهم .

وفي الجنوب تتجلى الإرادة الشعبية في فك الارتباط وعودة الجنوب دولة مستقلة .

تلك الارادتان يجب على التحالف التعامل معهما بجدية اذا كان يرغب في انهاء معاناة الشعبين وتخليص نفسه من ورطة حرب اليمن .

 

والصيغة المقبولة هي :

أولا _ بحث طريقة فك الارتباط وعودة الوضع الى ماكان عليه قبل 21مايو 90م.

ثانيا _ بحث العلاقة المستقبلية بين النظامين في صنعاء وعدن .

ثالثا _ بحث وتسوية أوضاع رعايا الدولتين فيما بينهما .

رابعا _ بحث كيفية التنقل بين الدولتين .

 

هذه النقاط يمكن بحثها بجدية تحت مظلة التحالف واشراف اللجنة الرباعية .

على الرئيس هادي اتخاذ القرار الشجاع والدخول في مباحثات جدية مع المجلس الانتقالي لتخليص البلاد من هذا الوضع المزري والاقتتال أللا نهائي ،وان صراخ مايسمى والشرعية وخاصة (الشماليه) ماهو الا للحفاظ على مصالحهم الخاصه وجني مزيد من المال والاثراء على حساب الصراخ على الوحدة وسيادة اليمن واستقراره ماهو الا كذبا وزورا.

دول التحالف لن تفرض علينا البقاء في وحدة مرفوضة منذ توقيعها ؛ومن واجبها مساعدتنا للخروج من هذا النفق المظلم الذي ليس له نهاية .

 

القرار بيد الرئيس ودول التحالف واطراف الحوار في جدة تحت يد التحالف ولا اعتقد ان بمقدور اي طرف رفض ما يراه التحالف يساعد في انهاء النزاع .

 

يا سيادة الرئيس/القرار بيدك ومعك دول التحالف ونعلم انه قرار صعب ولكن اتخاذه في هذه الظروف وحقن الدماء وتخليص البلاد من هذه الحرب هو القرار الصعب الذي لن بتخذه إلا القائد الشجاع .