قتل 13 شخصا وفقد 4 آخرون في السيول التي اجتاحت مناطق من المملكة العربية السعودية نتيجة هطول أمطار غزيرة.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، العقيد عبدالله الحارثي: "توفي 13 شخصا وفقد أربعة آخرون في كل من منطقة الرياض (وسط) والباحة (جنوب) وحائل (شمال) والقويعية (غرب) جراء هطول الأمطار والسيول".
ودعا المتحدث المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات والإرشادات وعدم التقليل من المخاطر التي قد يتعرضون لها نتيجة هطول الأمطار والتقلبات المناخية.
كما حذر الحارثي من الاقتراب من الأودية أثناء جريان السيول خلال هذه الفترة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "واس".
ويسود الطقس الماطر مختلف مناطق المملكة منذ الجمعة الماضي نتيجة وقوعها بين منخفضين جويين في الشمال الغربي المحاذي للبحر الأحمر والجنوب الشرقي ومصدره بحر العرب.
وقال خبراء أرصاد إن ما تشهده المملكة يقع ضمن ما يعرف بالحالة البيضاء، وهي حالة مناخية خاصة بمنطقة الجزيرة العربية.
يشار إلى أن المملكة لم تشهد سقوط هذه الكميات من الأمطار منذ قرابة 25 عاما على الأقل.
"بطولات" لإنقاذ ضحايا السيول
وطغت على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية قصص عن "بطولات" قام بها مواطنون سعوديون وأفراد من الجاليات المقيمة في المملكة لإنقاذ ضحايا السيول التي اجتاحت مناطق عدة في البلاد بداية الأسبوع، بعد موجة أمطار لم تشهد البلاد مثلها منذ 25 عاما.
وطالب مغردون سعوديون في تويتر بتكريم مقيمين، أحدهما سوداني عرض نفسه للخطر أثناء إنقاذه سائق شاحنة هندي تعرض للغرق في مشهد وصفوه بـ"البطولي"، وآخر أفغاني قام بإنقاذ 3 شبان احتجزتهم السيول، فيما نشر سعوديون على "يوتيوب" عملية قادها عشرات الشبان السعوديين لإنقاذ ضحية جرفته السيول ولاذ بشجرة.
وبالتوازي مع تطوع العشرات لإنقاذ ضحايا السيول، تلقى الدفاع المدني السعودي 10735 بلاغا، بينها 3141 عن حالات احتجاز للأفراد والمركبات في مناطق نجران والباحة و القصيم وحائل وعسير، بالإضافة إلى بعض محافظات منطقة الرياض والمدينة المنورة جراء الأمطار التي سقطت يومي الأحد والاثنين.
وقال خالد عبدالكريم (مدرس) من حائل في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية" إن "الجميع شارك.. لم ننتظر فرق الدفاع المدني، فبعض آليات هذا الجهاز علقت في السيول ولم تستطع القيام بعملها.. استخدمنا الحبال والونش (رافعة قطر السيارات).. استخدم المتطوعون كل الوسائل لإنقاذ وإسعاف بعضهم".
من جهته، قال بدر محمد من منسوبي وزارة التعليم في محافظة الدلم جنوب شرقي الرياض: "السيول فاجأتنا.. تلقينا إنذارا من الدفاع المدني، لكننا لم نتوقع أن تكون بهذه الخطورة، مضيفا "اليوم (الثلاثاء) علق أحد الأشخاص في الوادي، وبعد جهد كبير أدركناه وقد توفي".
وحول عمليات الإنقاذ، أكد بدر أن "الدفاع المدني قام بجهد كبير عبر المروحيات وسيارات الإنقاذ.. أخلوا عشرات الأشخاص.. الناس لم يروا سيولا مثل هذه منذ 10 سنوات أو أكثر، لم يتوقعوا حجم هذه السيول رغم التحذيرات..".
جدير بالذكر أن عمليات إنقاذ مماثلة شهدتها مدينة جدة غربي البلاد حين اجتاحتها السيول عام 2011، أبرزها قيام الباكستاني فرمان علي خان بإنقاذ 14 شخصا من الغرق قبل أن يلقى حتفه، ما حمل القيادة السعودية على تكريمه بمنحه "وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى".
كما شهدت مدينة جدة عام 2009 أيضا سيولا وصفت بأنها الأسوأ منذ 27 عاما، أودت بحياة 116 شخصا، وأسفرت عن فقدان 350 غرق معظمهم في سياراتهم.