كل الثورات العربية هزمت بما فيها 26 سبتمبر و 14 أكتوبر رغم تعدد آلهتها وأديانها

2019-09-26 13:55
كل الثورات العربية هزمت بما فيها 26 سبتمبر و 14 أكتوبر رغم تعدد آلهتها وأديانها
شبوه برس - خـاص - اليمـن

 

قال كاتب سياسي : لقد هزمت ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر وكذا الثورات العربيه الأخرى ليس لعدم واقعية أهدافها ، ولكن لعدم وجود من يحميها ويحمي أهدافها من حواملها أولا ثم من أعدائها .

 

جاء الإقرار بهزيمة وفشل الثورات العربية بما فيها ثورتي اليمن والجنوب العربي في موضوع للكاتب والشاعر "سالم صالح بن هارون" خص به موقع "شبوه برس" وجاء فيه :

جميع الثورات في المنطقه العربيه لم تفضي إلى الأهداف المعلنه لها ، منذ ثورة 23 يوليو إلى آخر ثورة ضد الاستعمار في الوطن العربي ، وذالك بسبب تآكل حامل هذه الثورات من داخله أولا ، ثم نتيجة هجوم أعدائها ثانيا ، وكل تجارب الثورات العربية تؤكد هذه الحقيقة بكل وضوح وجلاء .

 

ونعني بالحامل الحزب أو التنظيم أو الجبهه أو النخبه التي قادت الشعوب في بلدانها نحو الثوره ، أما الحامي لهذه الثورات وأهدافها فنعني به الشعب ، والذي لم يكن على مستوى من الوعي الذي يجعله حامي لهذه الثورات وأهدافها من أعدائها ، وأيضا حامي لهذا الحامل الذي قاد الشعب نحو الثورة من ان يتآكل من داخله .

 

فلننظر ماذا حققت هذه الحوامل لشعوب بلدانها ، نجد أنها لم تحقق شيئا بقي ماثلا للعيان ، وإن تحقق شيئ في بعض البلدان هو بفعل التطور الطبيعي لحركة تطور المجتمع ، وليس بفعل عمل أي حامل من هذه الحوامل  في حركة  تطور مجتمعاتنا .

 

فلناخذ أهم صور أوجه تطور مجتمعاتنا وتاثير الحامل عليها وفقا لما يلي :

1 ) الوجه الديني :

الكل يعلم أن الله واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وإن الإسلام واحد ، وهو الإيمان باركان الإيمان السته إيمانا واعتقادا واحتسابا ، ثم أداء أركان الإسلام الخمسة ، ثم تحري الحلال من الرزق ، ثم عمل كل ما هو خير والانتهاء عن كل ما هو شر ، لكن هذه الحوامل لم تنقل هذه الحقائق إلى سلوك وأخلاقيات ونظم عمل مختلف نواحي تطور المجتمع ، بل عملت على استنساخ عدة الهه تحت اسم الله وعدة أديان تحت مسمى الإسلام ، أو عملت على تحييد الإسلام أو اقصاءه .

وبهذا عملت على تعطيل أهم عامل يؤثر على وعي المجتمع ، كان يمكن استخدامه لحماية الثورات من أعدائها ، ثم استخدامه لحماية  الحامل السياسي لهذه الثورات من نفسه .

 

2 ) الوجه السياسي :

بالنسبه لهذا الوجه كلا يعلم أن الحوامل السياسية لثورات في بلداننا العربيه ، لم تستطيع تثبيت أي مبدأ من مبادئ الحياة الديمقراطية التي نراها اليوم في الغرب ، والتي تتمثل في الحريه والعداله والمساواة والأمن والسلام والاستقرار ، والديمقراطية والانتخابات والاستفتاءات وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد والانتماء والتداول السلمي لسلطه وبناء دولة النظام والقانون .

بل أنتجت هذه الحوامل دكتاتورية الفرد أو الحامل والحروب والإرهاب وفشل الدوله .

 

3 ) الوجه الاقتصادي :

كلنا نعلم ان هذه الحوامل لم تقم بأي عمل لخلق نظام اقتصادي إنتاجي صناعي وزراعي ولكنها أوجدت اقتصاد طفيلي استهلاكي تبعي لاقتصاديات الدول الرأسمالية الكبرى اقتصاد ينخره الفساد والمحسوبية والبيروقراطية من أعلاه إلى أسفله ولذالك بقينا أمه متخلفه اقتصاديا بالرغم من توفر كل اسباب التطور الاقتصادي الماديه من ثروات زراعيه وحيوانيه بريه وبحرية وثروات نفطيه ومعدنيه ومواقع استراتيجيه اقتصاديه .

 

4 ) الوجه الاجتماعي :

لم تعمل هذه الحوامل على نقل المجتمع العربي من النموذج الإقطاعي القبلي الكهنوتي ، إلى النموذج الرأسمالي الطبقي ، الذي يشكل نموذجا متقدما بالنسبه لنموذج الإقطاعي القبلي الذي تدخل ضمن إطاره مجتمعاتنا العربية .

 

5 ) الوجه الثقافي والعلمي :

وفي هذا الجانب لم تقم الحوامل  على تغيير ثقافة شعوبها التي تستمد أصولها من ثقافات العصر الجاهلي ، كثقافة الثأر والفخر والعنصرية والإسراف والاستهلاك والعنف .

كما إن هذه الحوامل لم تعمل على إصلاح نظام التعليم في بلدانها ، بل ظل كما كان نظام خدمي للمصالح الغربيه في الوطن العربي ، ولم تصرف هذه الحوامل على مراكز البحوث والدراسات العلميه 10 % من ما تصرفه على رفاهيتها وبذخها الخاص .

 

ومن خلال قراءاتنا لهذه المعطيات يتضح لنا ما يلي :

انه تم إفراغ الدين من محتواه الحقيقي وحرفه عن اتجاهه الصحيح ليخدم فقط مصالح الحامل أو الفرد .

كبت الطاقة الشعبيه لشعوب ( الديمقراطية ) واستبدالها بدكتاتورية الحامل أو دكتاتورية الفرد .

وهذان العاملان هما أهم عوامل فشل الثورات العربية في وطننا العربي الكبير .

 

وفي تقديري إن مخرج هذه الأمه من المأزق التي تعيشه كامه تعيش على هامش التاريخ يكمن في ما يلي :

العوده الى المحتوى الحقيقي للدين الذي يتمثل في الإيمان والإسلام وتحري الحلال من الرزق وعمل كل ماهو خير والانتهاء عن كل ما هو شر ، وعكس هذا المحتوى في كل مناحي حياة المجتمع السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافية .

 

العمل على تثبيت دكتاتورية الشعب ( الديمقراطية ) ونبذ دكتاتورية الحامل وكذا دكتاتورية الفرد ، ولنا في أنظمة المجتمعات الغربيه عبره والحكمه ضالة المؤمن ولو من فم الشيطان .