الإعـلامي العـدني "جهاد لطفي" يتحـدث عن "ذكريات جميلة"

2019-11-19 19:37
الإعـلامي العـدني "جهاد لطفي" يتحـدث عن "ذكريات جميلة"
شيبوه برس - خـاص - عــدن

 

(1)

 عندما بدأت أول خطوة في باب إذاعة عدن قبل أربعين عاما استقبلني عبد الرحمن بلجون وكنت شابا صغيرا خجولا مبهورا بهذا العالم الذي حلمت به منذ الصغر وقدمني لأول مرة الى الإذاعي الفذ محمد سعيد منصر الذي  احتضنني وعلمني بكل حب وانطلق صوتي معه لأول مرة في برنامج أنباء وتقارير ، ثم جميل مهدي الغالي والآخرين الأحبة ...

محمد سعيد منصر أستاذي الأول .. موجود الآن وألاقيه في سوق الطويل يشكوا غدر الزمن وأبوسه فوق رأسه وهو يشرب الشاي وهو حزين وراضي ...

أحبه كثيرا وهو يحبني ... لن أطالب بتكريمه بل بحبه لكم لأنه لم يعد احد يتذكره ... فهو المعلم والمهندس والمذيع والأستاذ .. الصامت الذي يشكو ويتألم وهو يضع يده على رأسي وهو يأكل حبة الخمير ويشرب الشاي صباح كل يوم .

 

( 2 )

جميل مهدي

صديق عمري حتى الآن .... أستاذ في العمل وأستاذ في كل المواقف .. كانت أعقد المواقف تتضاءل أمام إبتسامته ..إنبهرت ببساطته وتواضعه في نفس الوقت مثقف بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

كانت ثقافته تسبح مع موجات الأثير وخفة دمه كانت مثل غاز (الهيليوم) تطير بك بلا حدود ومؤسف جدا ان يترك الإذاعة والتلفزيون !!

 هو وانا مازلنا متواصلين حتى اليوم بكل محبة ... الله يحفظ جميل الغالي .

 

( 3 )

الفنان جمال عبد القادر

 من أقدم أصدقاء الطفولة البريئة الجميلة الحلوة في بيتهم في الشيخ عثمان. .. البيت البركة.

كنا نتعارك فوق القعادة ونضحكك وننسى الدنيا كلها .. جمال وأخوه محمد وخالتي صفية وفاصوليا البسباس .. كانوا دنيتي البريئة التي رسمها فيما بعد عصافير حلوة في غرفتي عند زواجي هدية منه لي ...

سامحني يا جمال ... أخذتني عواصف الحياة ولم أكن أعلم .

 

( 4 )

أساتذة وزملاء

 محمد مدي البقاء معه في نوبة واحدة فقط دورة تدريبية كاملة . جمال الخطيب جسارة وإقتحام ..عبد الرحمن بلجون خصائصه الصغيرة إقتحام وصراحة .. عبد القادر سعيد هادي روعة الأخلاق الإذاعية خارج الأستديو المستمع عنده هو نبضه .. فوزية باسودان كنت معجبا جدا بخفة ظلها أمام الميكرفون وثقتها الكبيرة بنفسها .. أما عبدالقادر الشيباني وأحمد محمد الجحدري فقد علماني كيف أكسر حاجز المسافة ما بين المذيع والمستمع .. كما زاملت مذيعين أعزاء سبقوني ببضع سنوات .. سعيد ناصر اللغوي الفذ ويحي عثمان الذي لا يتردد في خوض الصعب مهما كان ..وناصر عبد الحبيب الذي  أعتبره صاحب أجمل وأنقى صوت إذاعي محليا وعربيا . وهكذا تشكلت شخصيتي الإذاعيه والتلفزيونية بكل هؤلاء النجوم الإعلامية وغيرهم

 

( 5 )

إبتسامة

في الثمانينات جاءت صحفية شابة صغيرة من ملحق جريدة الثوري لتجري معي لقاءا صحفيا في مبنى إذاعة عدن .. رحبت بها وتأدبا قلت لها : تفضلي إجلسي يابنتي ( كده خرج مني اللفظ ) ...

فقالت لي : لمو تقول يا بنتي لا أنت كبير ولا أنا صغيرة !!!

 فاندهشت كثيرا من هذه الجرأة ..

وابتسمت وقلت لها : ولا تزعلي .. تعالي إجلسي حبيبتي .

هههههه والله كانت قزمة ودمها زي العسل ... المضحك أن اللقاء لم ينشر .

 

*- محمد ناصر العولقي