عقم مستفحل : أزمة بروز وتجديد القيادات السياسية في شعب الجنوب العربي

2019-11-22 07:06
عقم مستفحل : أزمة بروز وتجديد القيادات السياسية في شعب الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

من أسباب الأزمة التي تعاني منها  القيادات السياسية الجنوبية اليوم يعتقد محرر "شبوه برس" أن أسباب هذه الأزمة في بروز وتعدد القيادات السياسية الجديدة والشابة في مجتمع يعود إلى عمليات التجفيف والإستئصال للأحزاب والحركات السياسية والنقابية والثقافية الحرة في مجتمع الجنوب منذ اليوم الأول عشية الاستقلال في نوفمبر 1967م وعمليات التصفية والسجن والترحيل لقادة الأحزاب السياسية ومنع العمل السياسي والصحفي وحصر ذلك على كيان الجبهة القومية ووريثها الحزب الاشتراكي اليمني مما جعل قيادات هذا الكيان أن تلجأ إلى قتل وتصفية رموزها كل خمس سنوات  .

 

حول هذه الأزمة في مجتمع الجنوبي وعقم المجتمع عن انجاب قيادات جديدة وشابة تلقى محرر "شبوه برس" حصريا الموضوع التالي للكاتب "سالم صالح بن هارون" ونعيد نشره :  

نلاحظ في أغلب بلدان العالم إنتاج قيادات جديدة كل خمس سنوات أو عشر سنوات ، كدول الأمريكيتين وأوروبا واستراليا ، وكذا بعضا من دول آسيا كالهند وباكستان وماليزيا واندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها من دول آسيا ، وكذا دول افريقيا ومنها إثيوبيا وجنوب افريقيا وروندا ونيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية .

 

لكن في الجنوب نلاحظ شح في إنتاج قيادات سياسية جنوبية جديدة ، وإن أنتجت قيادات سياسية جنوبية جديدة في الجنوب فهي تفتقر إلى كاريزيمية الشخصية القيادية ، وعلى الرغم من بقاء القيادات السياسية الجنوبية القديمة على خشبة المسرح السياسي ، إلا أنها  ظلت تعاني من أزمة استجرار ماضيها السياسي ، الذي كان ملئ بالصراعات بين هذه القيادات ضد بعضها بعضا ، والذي يلعب دورا أساسيا في عدم تأثير هذه القيادات كما إن أحد أسباب أزمتها هو عدم تحقيق نتائج ملموسة تخدم شعب الجنوب خصوصا في الجانب الاقتصادي ، كما إن أحد أسباب أزمتها الفوبيا المتأصلة لدى الجانب الإقليمي والدولي من الماضي السياسي لهذه القيادات ، كما أن احد اسباب ازمتها ايضا بلوغ  الكثير من هذه القيادات من الكبر عتيا .

 

أما بالنسبة لأزمة القيادات السياسية الجنوبية الجديدة  فذالك يرجع الى الأسباب التالية :

 أولا : وجود القيادات السياسية الجنوبية القديمة واستمراريتها في مزاولة العمل السياسي ، وهذا حد من إفراز قيادات جديدة وابهتت أيضا  دورها .

ثانيا : وجود العامل القبلي المناطقي الذي اتخذت منه القيادات السياسية الجنوبية القديمة سندا لها في أي أزمة سياسية تحصل  ودرع حماية للدفاع عنها حتى من بعضها بعضا مما جعلها تحافظ على بقائها على خشبة المسرح السياسي ولم تسمح ببروز قيادات سياسية جنوبية جديدة إلا تحت مظلتها .

ثالثا : عدم السماح لأي قيادات سياسية جنوبية جديدة بالبروز إلا تحت مظلة القيادات القديمة وذالك بتوافق محلي واقليمي ودولي .

رابعا : النفوذ الدولي والإقليمي الذي تتمتع به القيادات السياسية  الجنوبية القديمة والذي تسخره من أجل بقائها على خشبة المسرح السياسي ، حيث تحافظ القيادات السياسية الجنوبية القديمة على النفوذ الدولي والإقليمي من خلال تبعيتها له ، ثم تستخدم هذا النفوذ الدولي والإقليمي ، لوأد أي بروز  لقيادات سياسية جنوبية جديدة لا تستظل بمظلات القيادات السياسية الجنوبية القديمة .

خامسا : الجمود السياسي والفكري الذي يسود المجتمع الجنوبي ككل ، من حيث تثويره للعمل من اجل تغيير الاوضاع التي يعاني منها الجنوب اليوم ، وكذا ضحالة منسوب الوعي الثقافي والديني الذي يوفر الأساس الايدلوجي لتغيير المادي في الجنوب .

سادسا : غياب الديمقراطية كنهج أساسي في حياة المجتمع الجنوبي ، كنهج يسمح باستكشاف القيادات السياسية الجنوبية الجديدة وبروزها وانتقاء منها القيادات ذات الكاريزيمية العالية .

 

هذه في تقديري هي أهم أسباب ازمة القيادات السياسية الجنوبية القديمة ،  وكذا أهم أسباب أزمة القيادات السياسية الجنوبية الجديدة ، وهذه الأسباب في تقديري هي الأسباب التي منعت القيادات الجنوبية القديمة والجديدة ، من إن تقوم بدورها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لشعب الجنوب ، المتمثلة في استعادة الجنوب وبناء دوله مدنيه ديمقراطية فيدراليه فيه .