ستظل القضية الجنوبية تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي مالم تحل

2019-12-15 17:08
ستظل القضية الجنوبية تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي مالم تحل
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قال كاتب سياسي أن ما تعرض له الجنوب الأرض والإنسان منذ إلاحتلال البريطاني في مطلع القرن التاسع عشر حتى اليوم من مؤامرات ودسائس وتجزئة وطمس لهويته الوطنيه وتغيير الطبيعة الديمغرافية له ، كل تلك الأعمال واجها شعب الجنوب بمقاومة شرسة تكللت باستقلال الجنوب العربي عن بريطانيا وتوحيده في دولة واحدة بدلا عن ثلاثة وعشرين سلطنة ومشيخة وإمارة ثم مقاومته اليوم لابشع احتلال استيطاني متخلف عرفه تاريخ البشرية .

 

وقال الكاتب "سالم صالح بن هارون" في سياق موضوعه الذي خص به موقع "شبوه برس" : لقد أثبت شعب الجنوب من خلال هذه المقاومة قدرته على البقاء والتطور والتمسك بحقوقه الوطنية ، وبقدرته في الحفاظ على الذات، وعلى هويته المستندة إلى إرثه الثقافي والاجتماعي والتاريخي والديني ، والذي يحمل سمات تميزه عن أي شعب عربي آخر بما فيها الشعب اليمني وقد شكل كل ذالك سدا  أمام نجاح المشروع الاستيطاني اليمني  في إبتلاع الجنوب ، وتشتيت شعبه وتغيير ديموغرافيته ونهب خيراته المادية .

 

لقد قاوم شعب الجنوب العربي ولا زال يواصل النضال والمقاومة، في مواجهة مخططات التصفية والطمس لقضيته ، في زمن التيه والتشظي والضعف والفساد والإرهاب ، والإنشغال بقضايا شتى، أشعلتها الحروب المفروضة عليه، وتكالبت فيها القوى الدولية والإقليمية عليه، ليجد هذا الكيان الاستيطاني اليمني فرصة ذهبية أن يكون شريكا مع هذه القوى الدولية والإقليمية في إقتسام الغنائم والهيمنة والنفوذ، والدخول معها في توافقات وتفاهمات بعضها ظاهر وبعضها مستتر، هادفاً من وراءها إنهاء القضية الجنوبية ، بأقل التكاليف الممكنة .

من هنا تعمل سياسة الاحتلال الاستيطاني اليمني المتخلف على خلق التباين وترسيخ الإنقسام بين الجنوبيين ، لتقويض وحدة الجنوبيين والدفع ببعض المحافظات بإتجاه دول أخرى ، أو إحداث كيان منفصل فيه ، مستغلاً أحداث الماضي الجنوبي ورغبة بعض الفئات في هذا الشأن ، وكل ذلك من أجل الهروب من إستحقاقات القظية الجنوبية ، في حدها الأدنى بإستعادة الدولة الجنوبية على حدود ما قبل 22 مايو 1990.

ولكن الغرابة في الأمر أن الجنوبيين لم يجدوا تجاوبا من الأطراف الإقليمية والدولية ، بالرغم من عدالة قضيتهم وشرعيتها وفقا لكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية الدولية والاقليمية .

لكن التجربة الطويلة لشعب الجنوب وقيادته الوطنية في المقاومة ، تمثل مخزوناً لا ينضب لإصرار شعب الجنوب على مواجهة هذه التحديات والحفاظ على الذات وعلى القضية الجنوبية وثوابتها بشقيها الأرض والإنسان لتبقى عصية على الطمس والتذويب ، مهما علا ضجيج أبواق هذا الاستعمار الاستيطاني المتخلف من المتآمرين على وحدة شعب الجنوب وحقوقه الوطنية المشروعة في استعادة دولته على حدود ماقبل 22 مايو 90 .

إن ما يجب على شعب الجنوب وقواه المختلفة أن يضع حداً لحالة التشظي والإنقسام التي إستنزفت جهوده ، وفتحت المجال للقوى الإقليمية والدولية ولأصحاب الأجندات الخاصة للعبث في مصيره.

كما يجب أن يدرك الجميع أن القضية الجنوبية لا زالت وستبقى قضية أمن وطني وقومي لجميع دول منطقة شبه الجزيرة العربية ، وأن عدم حلها يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي .