هل غادر الشعراء من متردم ؟

2020-02-13 05:33

 

لقد قرأت مقال للأخ الدكتور علوي عمر بن فريد ، تحت عنوان قلمي يأبى إن يكتب ، يشير فيه إلى إن قلمه لم يطاوعه على الكتابة ، لما يعانيه وطنه الجنوب من مآسي ونكبات وكوارث ، ولضيق فضاء حرية الكتابة وتشتت وتشظي أفكاره ، مما جعله ليس كعادته عندما يكتب .

أما بالنسبة لي ، فأن قلمي لم يطاوعني على الكتابة ، لعدم وجود شيئا جديدا أكتبه ، كل شيئا قد تداوله الكتاب ، حول كل تلك القضايا الماثلة على الساحة وحلولها ، على صفحات الصحف والمجلات ، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، وكذا من خلال المقابلات والمناظرات والبرامج ، على شاشات القنوات الفضائية المختلفة ، المحلية والإقليمية والدولية ، وهذا ما ذكرني بمطلع معلقة الشاعر الجاهلي الشهير ، عنترة إبن شداد  :

هل غادر الشعراء من متردم ....... أم هل عرفت الدار بعد توهم ، والمعنى إن الشعراء لم يتركوا شيئا لم يقولوا شعرا فيه ، وكذالك الكتاب لم يتركوا شيئا لم يكتبوا عنه ، حول تلك القضايا الماثلة على الساحة وكذا عن حلول هذه القضايا ، بحيث إنهم لم يتركوا هناك ، ولو شيئا يسيرا غامضا فيها ، او في حلولها ، ولكن ما نراه ونعلمه جيدا ، هو عدم وجود أي نيات لحل هذه القضايا ، لا محليا ولا إقليميا ولا دوليا ، وهذا هو ما علينا إن ندركه وإن نقف أمامه ، وإن نصارح أنفسنا به ، كخطوة على طريق الحل ، الذي لن يأتي إلا إذا كان من صنع الشعب ، وليس من صنع النخب المحلية ، أو من صنع الجانب الإقليمي او الدولي ، الذين هم أساس خلق هذه القضايا ، لأنهم لا يمكن إن يأتون بحلول لها ، وكلا منهم يستثمرها وفقا لمصالحه الخاصة ، وإن كان هناك من أحد تلحق به الخسارة ، فهو شعب الجنوب لا أحدا سواه .