قال كاتب سياسي أنه منذ خروج أنصار الله ( الحوثيين ) من صعدة إلى صنعاء واستيلاءهم على دفة أمور الحكم في الجمهورية اليمنية بشكل عام من صعدة في الشمال إلى عدن في الجنوب ومن المهرة في الشرق إلى البحر الأحمر في الغرب ، حتى اندلاع عاصفة الحزم والتي بواسطتها وبواسطة المقاومة الجنوبية الباسلة تم تحرير الجنوب من الحوثيين ، وبقي الشمال تحت سيطرة الحوثيين وذلك لكون الشمال حاضنتهم الطبيعية والتاريخية .
وقال الكاتب "سالم صالح بن هارون" في موضوعه الذي خص به موقع "شبوه برس" وداء في سياقه مرجعا أسباب ذلك لعدم إخلاص القوى الشمالية المناهضة للحوثيين كشرعية أو مقاومة شمالية من أجل القضاء على أنصار الله ، وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية لتحالف في تحديد العدو من الصديق في الساحة بدقة . ولولا هذه الأسباب لما استطاع الحوثيين الصمود في السيطرة على الشمال ، وامتصاص الضربات الجوية لتحالف ، وضرب أهداف استراتيجية في العمق السعودي ، وتحقيق إنتصارات كاسحة على القوى الشمالية المتمثلة في حكومة الشرعية والمقاومة الشمالية الاسمية في الجوف ومارب ، في حين أنهم وقفوا عاجزين أمام المقاومة الجنوبية في الضالع وفي الساحل الغربي ، وذالك ما يؤكد فعلا صحة الأسباب السابقة التي ذكرناها لانتصار الحوثيين في الشمال .
وقال "بن هارون" من الواضح إن الحوثيين بعد استكمال سيطرتهم على الشمال ، إنهم سيتجهون لسيطرة على الجنوب ، وحتما سيحققون انتصار خصوصا إذا بقيت سياسة التحالف على ما كانت عليه من سابق ، وبقي الجنوبيين على ماهم عليه من تشرذم مقدمين مصالحهم الأنانية التكتيكية الخاصة على مصالحهم الاستراتيجية العامة ، المتمثلة في استعادة الجنوب وبناء دوله مدنيه ديمقراطية فيدراليه فيه . مما يعني إن إنتصار الحوثيين هو انتصار إيران وهزيمة الجنوبيين هي هزيمة دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وأضاف الكاتب من هذه المعطيات يتضح لنا ما يلي :
1) إن القوى اليمنية شرعية ومقاومة لا ترى في الحوثي العدو الرئيسي لها ، بل إنها ترى إن عدوها الرئيسي هو تيار فك الارتباط الجنوبي بمختلف مكوناته وبالأخص المجلس الانتقالي الجنوبي .
2) إن القوى اليمنية (((الشمالية))) شرعية ومقاومة استغلت حاجة التحالف لها من أجل الابتزاز المادي فقط لا غير ، والا فهي بالليل حوثية وبالنهار شرعية غير فاعلة .
3) كما يتضح لنا إن حالة من عدم السلام والأمن الاستقرار سوف تسود منطقة شبه الجزيرة العربية بشكل كامل ، وستغدو تهديدا خطيرا لوجود دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وفي تقديري إنه من أجل كبح ذلك إن على دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مساعدة الجنوبيين في العمل على فك الارتباط بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية لأن ذالك هو الضامن الاستراتيجي الوحيد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة شبه الجزيرة العربية بشكل عام ما لم فعلى السلام والأمن والاستقرار في منطقة شبه الجزيرة العربية السلام .