بن دغر ورحلة سمك السلمون

2020-03-08 06:02

 

بعد أيام ستدخل الحرب باليمن عامها السادس متجاوزة بذلك فترة الحرب العالمية الثانية، وفجأة يتذكر بن دغر في مقالة له كتبها اليوم تنضح ابتزازا وتهديدا مبطنا للسعودية أن هذه الحرب جلبت الدمار وسفكت الدماء وأن هزيمة بالجوف  تعني هزيمة نهائية للتحالف ونهاية لدوره باليمن ،وأن الشرعية والتحالف لا يمتلكان أية رؤية.

بن دغر الذي ظل يوعد الناس بالقطار السريع الذي سيربط اليمن بدول الإقليم, وبالكهرباء التي ستصدرها اليمن للقرن الأفريقي وستنير أرجاء الجزيرة العربية والخليج لم يقل حينها أن حكومته لا تمتلك رؤية، فقد كانت الأمور سمن على عسل حين كان على رأس الوزارة.

 لو كان ما أورده  اليوم بن دغر نابعا من الشعور بالندم أو الاحساس المتأخر بالوطنية لكنا تفهمنا كلامه ولم نكن لنتردد بالمطلق بالوقوف معه أو على أقلها الاشادة به وبحكومته وبموقفه الانسانية وقلبه الذي يفيض رحمة وشفقة على الأرواح التي تزهق والدمار الذي يحدث, لكنه مثلما  ظل يكذب ويضلل الناس  ويستغفل عقولهم وبطونهم ويبيح دمائهم ويحارب كل صاحب حق جنوبا وشمالا ليبقى أطول مدة على رأس الحكومة ،فهو اليوم يقوم بذات الموغادة السياسية، يتقمص دور الحزين على الضحايا, ودور المسكين الذي انضحك عليه، لعل في ذلك فرصة لعودته مرة أخرى الى رأس، الوزارة، بعد أن سُــدتْ بوجه مؤخرا نافذة كان يتطلع أن يعود من خلالها للحكم, وهي نافذة ( اللجنة المشتركة  لتنفيذ اتفاق الرياض).

  بن دغر الذي يبرع دوما باللعب ببيضة الانتهازية وحجرتها ليس من اليوم بل منذ دولة الجنوب السابقة وحتى اللحظة مرورا بمرحلة ما بعد 94م  المثيرة للجدل في حياته السياسية والحزبية، يتلمس  اليوم كل طرق العودة الى جنته المفقودة، ولا يجد في تغيير جلده السياسي والحزبي أية غضاضة.

باختصار، بن دغر يخوض  رحلة عودة، تشبه رحلة العودة  الشهيرة  التي يقم بها سمك السلمون.. فهل ينجح ؟، أقصد بن دغر وليس السلمون.