بقلم: كورت إم كامبل وراش دوشي
ترجمة: تامر نادي
...الآن، أصبح من الواضح للجميع، أن واشنطن فشلت في رد فعلها الأولي. وأدت أخطاء المؤسسات الرئيسية، من البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، إلي تقويض الثقة في قدرة وكفاءة الحكومة الأمريكية.
البيانات العامة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب، سواء كانت البيانات الإعلامية للمكتب البيضاوي أو تغريدات الصباح على تويتر، عملت إلى حد كبير على بث الارتباك ونشر الشكوك. وأثبتت كل من القطاعين العام والخاص أنها عدم قدرتهم علي إنتاج وتوزيع الأدوات اللازمة للفحوص والتعرف على الوباء.
وعلى الصعيد الدولي، أدى الوباء إلى اسهاب غشامة ترامب ليدير الأزمة بمفرده وليكشف عن مدى استعداد واشنطن لقيادة استجابة عالمية.
لم يتم بناء مكانة الولايات المتحدة كقائد عالمي على مدى العقود السبعة الماضية ليس فقط بناء على الثروة والسلطة، ولكن أيضًا وبنفس القدر من الأهمية، على الشرعية التي تتدفق من الحكومة المحلية للولايات المتحدة، وتوفير النفع العامة العالمي، والقدرة والاستعداد لحشد وتنسيق استجابة عالمية للأزمات. يختبر وباء كورونا العناصر الثلاثة للقيادة الأمريكية. وحتى الآن فشلت واشنطن في الاختبار.
مع تعثر واشنطن، تتحرك بكين بسرعة وببراعة للاستفادة من الخرق الذي خلقته الأخطاء الأمريكية، وتملأ الفراغ بوضع نفسها كزعيم عالمي في الاستجابة للوباء. وهي تعمل على الترويج لنظامها الخاص، وتقديم المساعدة المادية للبلدان الأخرى، وحتى تنظيم عمل حكومات أخرى. من الصعب التنبؤ بأثر الخطى الهائلة لتحرك الصين. ساعدت أخطاء بكين الخاصة – وخاصة تسترها الشديد في البداية على شدة وانتشار الوباء – على خلق الأزمة التي أصابت معظم العالم. ومع ذلك، تدرك بكين أنه إذا كان يُنظر إليها على أنها رائدة في مكافحة الوباء، ويُنظر إلى واشنطن على أنها غير قادرة أو غير راغبة في القيام بذلك بدور عالمي، فإن هذا التصور يمكن أن يغير بشكل أساسي وضع الولايات المتحدة في السياسة العالمية وسباق قيادة العالم في القرن الحادي والعشرين...