#المناطقية_الحميدة

2020-04-18 16:28

 

بعيداً عن المهاترات العقيمة، هناك نوع من المناطقية نستطيع أن نصنفه بأنه حميد وجائز ومباح شرعاً وعُرفاً...!

 

نعم، فهذا المرض الذي أصاب البعض، ويؤذي بعضنا الآخر، نستطيع أن نجعل منه ثورة حقيقية لإصلاح المجتمع، فقط نريد من كل مناطقي أن يجيب على سؤال واحد،

مالذي قدمته لمنطقتك لرفع سمعتها وإكرام أهلها وخدمتهم...؟

 

كل من لديه هذا المرض العضال يجب أن يسأل نفسه هذا السؤال، مالذي قدمته لأهلي ومنطقتي، مالفارق الذي أحدثته لخدمتهم...؟

 

المصيبة أننا دائماً نبحث عن زلّات الآخرين ونفتش عنها فقط لنقنع أنفسنا أننا الأفضل، لنخدع أنفسنا ونُخدرها بشيء من الرضى الزائف الزائل الذي لا وزن له ولا قيمة في بورصة النجاح الحقيقي..!

 

بدلاً من أن نجتهد ونسعى لإثبات فشل الآخرين ومعايرتهم، كان الأولى بنا أن نستغل ذاك الجهد في مناقشة مشاكلنا ومحاولة حلها مهما كانت صغيرة أو تافهة من وجهة نظرنا..!

 

أنت أيها المناطقي، يامن تؤذن على مسامعنا ليل نهار أنك الأفضل، أنت أنت متى كانت آخر مرة نظمت فيها مبادرة شبابية لإصلاح طريق القرية، لتنظيف شارع الحارة، لطلاء جدران المدرسة، لتنظيف ساحل المديرية، لزراعة شتلات الأشجار، لمكافحة إنتشار الأشجار الضارة، لمحو الأمية،....الخ، ربما لم تفعل في حياتك إطلاقاً....!

 

أن تحب منطقتك هذا شيء جميل ومطلوب ومن الفطرة، ولك أن تعلم أن الجميع لهم مع مناطقهم حكايات وقصص حب وعشق، فلا تنتقص من أي منطقة، وإياك أن تعمم فجورك بالخصومة على أهلها جميعاً بسبب شخص أو مسؤول ينتمي لها.

 

ثم أننا عندما نضع لنا أهداف عريضة نسعى لتحقيقها، لماذا نهتم من ذا الذي يحققها لنا ومن اين هو وابن من...؟

 

كونوا في قوافل وتكتلات المشاريع والأفكار، وأهربوا وفروا من القطعان التي تسير خلف الأشخاص والأسماء...

 

تمنطقوا حول الحق والحقيقة، وكونوا من أتباع المصلحة العامة للوطن، فالأسماء تذهب وتعود وتصعد وتسقط ويبقى الوطن بعون الله وحفظه شامخاً.

 

#لدينا_حلم

 

✍️ محمد حبتور