الجنوب بين الواقع والطموح

2013-05-23 09:35

عانى الجنوب من ايام الاستعمار البريطاني وكان تواق للاستقلال وناضل وحقق الاستقلال, وكان الطموح في تلك الفترة  كبير ولكن الواقع كان اكبر من الطموح وتم بناء دوله ,وحصلت ارهاصات وخلافات وتلاشت الوحدة الوطنية الجنوبية .

 

فكان الأمل  في الخروج من الكثير من المشاكل هو الطموح الاخر هي الوحدة اليمنية باعتبارها مخرج لتحقيق مالم يتم تحقيقه.

 

وتمت خطوات واتفاقات وحدوية بين فترة واخرى ومن ثم جاءت تطورات سقوط الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية وتم الدخول في الوحدة  وتجاهل تلك الأتفاقيات والخطوات التي كانت ستضمن حق شعب الجنوب في الوحدة.

 

ولم يسبق أعلان  الوحدة  مصالحة وطنية تعزز من الوحدة الوطنية في الجنوب , حينها كان الجنوب اكثر خلاف وتشتت ,ومن ثم حصلت خلافات وبدى صراع بين شركاء الوحدة حول المشروع الجديد وتطور الامر ومن ثم جاءت حرب 94م وكان لها انعكاسات واثار سلبيه لازالت اثارها حتى اليوم ,ومن ثم بدا الحراك وتطورت الحركة الاحتجاجية وتوسعت في ضل غياب المعالجات الصائبة ووصلت الحركة الشعبية الى اعلا مستوى ولازالت حتى اليوم تكبر ككرة الثلج واصبحت القضية الجنوبية معترف بها داخليا وخارجيا ,ولكن  ذلك الاعتراف لم يكن مع اعادة الجنوب او فك الارتباط .

 

ولازال العالم يناقش قضية الجنوب في اطار اليمن الموحد ولكن يجد ذلك الطرح والمعالجة رفض من الشارع الجنوبي ورفعت السقوف الى الاعلى ووجدت هوة سحيقة بين الفعل الثوري الطموح وبين الفعل السياسي.

 

ولم يتحقق النجاح لاي طرف سياسي ولا الطرف الذي يصر باستعادة دولة الجنوب ولا الاطراف الاخرى التي ترى ان استقلال الجنوب لم تتوفر له رافعة دولية "اي غطاء دولي".

 

وبقي الطرف المتمسك بفك الارتباط على موقفه ووجد الشارع الهايج الغاضب فيه متنفس وارتبط جزء من الشارع بمشروع فك الارتباط وبقيت الاطراف الاخرى تقول امام العالم نحن مع مايقرره شعب الجنوب والبعض شارك في الحوار الوطني ولكنهم يعانون من اشكالية كبيرة هي "غضب الشارع" .

 

ومن خلال المتابعة لسير الاحداث اصبح الجنوب بين طموح  واستقلال من بريطانيا ومن ثم احباط من مرحلة مابعد الاستقلال كان طموح الجنوب في الوحدة ومن ثم وقع بنفس القصة وندم بعد فشل مشروع الوحدة .

 

واليوم الأجماع الشعبي كبير لكن  المشروع الجنوبي لازال غائب ولازالت الوحدة الجنوبية تعاني من اوجاع الماضي .

 

والان الخلاف مع فريق البيض ليس على رفع السقف لكن على التمسك بشرعية ما قبل الوحدة وما قبل التصالح وما قبل ثورة الجنوب وهوما لا يقبله الكثير من شعب وقيادات الجنوب التي تقترح انعقاد مؤتمرجنوبي لايجاد مرجعية .

 

كما ان العالم غير متحمس لعودة جمهورية اليمن الديمراطيه بشحمها ولحمها ولن يقبل بذلك والعقبة الاخرى الشرعية الجديدة التي خرج بها شعب الجنوب وتمت مشاركة جزء منها في مؤتمر الحوار ومن هنا اصبح الجنوب معلق بين من يحاور وبين من يرفض الحوار ,وطرف يطالب بمؤتمر جنوبي وطرف ثالث لا يقبل ولا يعترف باي طرف جنوبي سوى من شارك في الحوار ام من يطرح فكرة عقد مؤتمر جنوبي ويصر على انه من يمتلك شرعية باثر رجعي .

 

ونخشى ان يصبح جنوب اليمن ينتقل من الحما الى المليل وتصبح قضية الفك مشكله وقضية الاستمرار مشكلة, ولذا فانه من دون ايجاد مصالحة جنوبية حقيقية تنزع شرعية كل الاطراف وتؤسس شرعية توافق من خلال مساعدة كافة القوى في الشمال واشراف ومساعدة العالم ,ومن من ثم الدخول في عميلة حوار جاد .

 

كما يجب الادراك انه من دون أستيعاب الكل جنوب وشمال المحيط اقليمي واجماع دولي لن يخرج اليمن من الوضع الحالي ولن ينتصر الشمال ولن ينجح الجنوب ولن يطمأن العالم على مصالحه.

 وان كان هناك حكمة لابد ان تكون حاضرة اليوم وليس غدا ولا يوجد مخرج الا من خلال اجماع وحوار .

ونتمنى من الله ان يجمع الشمل وان يخرج اليمن شماله وجنوبه من الوضع الذي يعاني منه منذ خمسون عاما.