"حسن باعوم" سكت دهراً ونطق كفراً !!

2020-08-04 05:32
"حسن باعوم" سكت دهراً ونطق كفراً !!
شبوه برس - خـاص - المــكلا

 

تابعنا مساء أمس الأحد 2 أغسطس 2020 كلمة (الزعيم) حسن أحمد باعوم والذي نكن له كل الحب والتقدير والإحترام لشخصه ولتاريخه النضالي في الجنوب منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، بغض النظر عن مواقفه السياسية الراهنة، فهو أولا وأخيرا مواطن جنوبي وله الحق في أن يقول رأيه وينافس على السلطة، والشعب هو من يحكم ويختار الأنسب والأصلح لقيادة المرحلة.

 

وبعد ما قرأنا ترويج نجله فادي على حسابه في تويتر بأن هناك كلمة مرتقبه للزعيم حسن أحمد باعوم يوضح فيها موقفه من التطورات الأخيرة على الساحة الجنوبية وأنه سيعلن من خلال كلمته عن عودة قريبة لأرض الجنوب تفاءلنا خيرا وقلنا لعلنا نسمع ما يوحد صف أبناء الجنوب حول قضيتهم التي أصبحت اليوم بفضل الإنتقالي الرقم الصعب في الأزمة اليمنية.

 

أستمعنا إلى الكلمة القصيرة ودعونا نضعها في الميزان ونقيمها ونحللها من عدة زوايا مع الإنحياز إلى مصلحة الشعب الجنوبي ومكتسباته التي تحققت منذ العام 2015 التي لا ينكرها إلا أعمى أو جاحد ونبدأ من توقيت الكلمة.

 

التوقيت للكلمة توقيت سياسي بإمتياز فقد أختير لباعوم الظهور في الوقت الذي ألتبس على معظم الجنوبيين خطوات الإنتقالي السريعة في آلية تسريع تنفيذ إتفاق الرياض، وحزن البعض على تجميد الإدارة الذاتية الجنوبية فتم تجهيز السيد باعوم وإخراجه كبديل مناسب للقضيه الجنوبية، والحقيقة أنا كمواطن جنوبي لا أمانع من وجود منافس للمجلس الإنتقالي يعمل بإخلاص للجنوب وينتصر لقضيته دون أي إرتباطات وإختراقات من منظومة صنعاء الحوثية أو الإخوانية.

 

باعوم كان بإمكانه أن يلقي خطابا متزنا يقبله الشعب، وأفضل مما قال لو أنه تجرد من التبعية لجهات يعرفها الشعب، ولكن الحقد أعماه ونسف كل إنجازات الجنوب وقال إنه ضد كل شي تحقق ويدعوا الجنوبيين إلى العوده إلى شوارع الحبيلين والضالع لإحراق التواير وتسليم الجنوب لمليشيا الإخوان والحوثي.

 

خطاب السيد الزعيم حسن باعوم تمحور حول أربع قضايا ورسائل أراد أن يوصلها وهي : أراد أن يؤكد إنه على العهد القديم الذي عهده الشعب بينما أبناء الجنوب اليوم يتطلعون إلى عهد مختلف عن عهد 2007 فالعهد اليوم هو عهد الدولة وليس الثورة والخطابات والشعارات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

القضية الثانية في خطاب السيد حسن باعوم هي رفضه لكل الإتفاقات ويقصد بذلك إتفاق الرياض الموقع بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية وكل ما ترتب عليه من إستحقاقات وإعتراف رسمي ودولي بالجنوب والقضية الجنوبية ونسى أو تناسى باعوم أن يقدم البديل ويطرح مشروعه وخططه وبرامجه عندما يرفض مشروع المجلس الإنتقالي ولكن فقط يريد هدم المعبد علي وعلى أعدائي، ولا أدري ما الذي منع السيد باعوم أن يضع مشروعه من حيث أنتهى الآخرين وليس العودة من مربع الصفر.

 

أيعقل أن يقبل الشعب بدعوى أو بمشروع وهمي ويتخلون عن تحرير عدن ولحج والضالع وابين وسقطرى وأجزاء من حضرموت، أيعقل أن يقبل أبناء الجنوب أن يتخلوا عن قوات الحزام الأمني رمز العزة والكرامة الجنوبية وقوات النخبة الحضرمية والشبوانية وألوية العمالقة الجنوبية ويتبعون عجوز هرم لا يقوى على حماية نفسه.

 

الرسالة الثالثة التي فهمت من خطاب السيد باعوم أنه وجه قيادات الحراك الثوري بتصيح أخطائهم وفي هذه معه حق ونحن نتمنى أن يصحح حراك باعوم خط السير ويعود إلى الطريق الصحيح من الشعب وإلى الشعب ويتحالف مع القوى الجنوبية الحية وعلى رأسها المجلس الإنتقالي الجنوبي وعلى قاعدة الجنوب يتسع لكل أبناءه.

 

الرسالة الربعة والأخيرة في خطاب السيد باعوم هو يؤكد أنه سيعود إلى أرض الجنوب قريبا وأنا بعتقادي أن لا أحد يمنع لا السيد باعوم ولا أي مواطن جنوبي آخر أن يعود إلى وطنه فيستطيع العوده متى ما أراد والطريق (مقرشة).

 

الشي الذي يثير الريبه هو ترافق خطاب باعوم مع دعوه حوثية إلى الحوار مع حراك باعوم، فبعد خطاب السيد باعوم بساعات خرج القيادي الحوثي حسين العزي على تويتر ويقول إن المجلس الإنتقالي بلا رؤية وشعبيته أنحسرت لصالح حراك باعوم قائلا” ‏الظهور بلا رؤية أو مشروع حقيقي أدى إلى انحسار واضح في شعبية الانتقالي لصالح مايعرف بالحراك الجنوبي وزعامته التاريخية (باعوم) وهذا الأخير في الواقع هو مايجب أن يثير القلق على الوحدة مالم تبادر المكونات الوطنية إلى الحوار معه وإقناعه بقبول فكرة التوفيق بين تصحيح مسار الوحدة والحفاظ عليها”.

 

ولا أدري هل هذه صدفه أم كانت خطة متفق عليها بين حراك باعوم وتحالف إيران وقطر وتركيا تتبعها خطط وخطوات أخرى.

*- عادل المدوري – كاتب جنوبي