سيول الحديدة دفنت السكان في منازلهم وهلال الإمارات أول المتدخلين..

2020-08-23 12:29
سيول الحديدة دفنت السكان في منازلهم وهلال الإمارات أول المتدخلين..
شبوه برس - متابعات - ساحل تهامة

 

جاءت السيول بشرها على سكان محافظة الحديدة خاصة النازحين منهم, فقد جرفت السيول كل ما جاء في طريقها من بشر ومنزل ومزرعة .

حتى بعد أيام من تدفق السيول مازال المواطنين يعانون من الكارثة التي جرفت أهم مقومات الحياة الأساسية "الغداء والسكن" ليصبحوا بين عشية وضحاها بلا مأوى يضم أجسادهم التي أنهكتها الحرب عدا عن الفقر وأخرها السيول الجارفة .

عيون المتضررين تتحسر وأجسادهم تنظر دفئ يغطيها بدلا من ملابسهم المبلولة, ومعد الأطفال الصغيرة تنتظر فتات من الأكل لسدوا به رمقهم .

كارثة :

سكان حيس الأكثر تضررا من مياه السيول ووصف اهاليها بالقول .."السيول متهيجة جدا جرفت كل شي لم تفرق بين البشر والدواب ولا الحجر, لقد أصبحنا اليوم في العراء لا مأوى لنا ولا غذاء, ولم يلتفت ألينا احد من المنظمات الإنسانية ولا الحكومة".

 

وقال عدد من النازحين في حيس "أتينا من منطقة الجبلية إلى حيس هربا من قذائف الحوثي, ولم نكن ندري أن الكارثة سوف تصيبنا في حيس".

السيول دمرت منازل المواطنين في قرى متفرقة في مديرية حيس منها قرية "العكش" و"بيت مغاري" و"السبعة" وأماكن متفرقة في مركز المديرية كما جرفت السيول مخيمات النازخين في مخيم "الحيمة" الذي تسكنه مئات الأسر مما أدى إلى إتلاف المواد الغذائية والأثاث والخيام وجعل المئات من الاسر والنازحين يعيشون في العراء .

 

وقال رئيس لجنة الرقابة في مديرية حيس عبدالله حساني .." تلقينا نداء استغاثة من قبل المواطنين والنازحين في مديرية حيس, وقمنا بالتواجد وحصدنا الأكثر تضررا وبحثنا عن المواد الإيوائية و الاغاثية ".

 

حيس المنكوبة:

"منكوبة" هكذا وصف أهالي مديرية حيس والنازحين فيها بعد هطول الأمطار الغزيرة, فقد سقط عدد من المنازل والبنايات , وتضرر عدد كبير منها بشكل جرئي في مناطق "العكش" الواقعة في خط الخوخة جنوبي مركز المديرية, وأتلفت كل حاجيات المواطنين من مواد غذائية وإيوائية .

 

ويعاني النازحين في قرية "العكش" الذيمن هجرتهم مليشيات الحوثي من قراهم وأجبرتهم على الخروج منها ناهيك عن أعداد كبيرة من المنازل التي تضررت في قريتي "بيت مغاري" و "السبعة" إضافة الى المنازل المتضررة في أحياء متفرقة في مركز مدينة حيس.

وبات مئات الأسر متضررة من السيول وهطول الأمطار المستمرة على المدينة واغلبها مساكن النازحين التي نالت الأكثر تضررا وباتوا في العراء .

 

عبث المليشيات:

حتى في الكوارث لم يسلم أهالي الحديدة من عبث المليشيات الحوثية وشرهم الدائم, فقد قامت العناصر الحوثية باستخراج الألغام من السيول وأعادت صيانتها وزراعتها في المرتفعات .

 

وقال الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة, مأمون المهجمي, "في عملية استهتار بأرواح المدنيين, وفي عملية غير مسبوقة, قامت الميلشيا الحوثية بعد جريان السيول بتوجيه مشرفيها الميدانيين وعناصرها المتخصصة بزراعة الألغام في الساحل الغربي بسرعة إخراج الألغام من الأودية وعمل صيانة لتسليك العبوات التي جرى عليها السيل وإعادة زراعتها في أماكن المرتفعات الآمنة من السيول, كما قامت بنقل كميات كبيرة من العبوات والألغام والتي لم يسبق زراعتها بعد من المزارع إلى بعض الوحدات الصحية والمدارس في مناطق غرب "زبيد" وفي منطقة "الحسينية" و "بيت الفقيه".

وتابع "جاء ذلك في الوقت الذي فتكت السيول بالكثير من أبناء تهامة في مناطق مختلفة سبب غزارة مياه الأمطار المتدفقة إلى خارج الأودية والشعاب وشملت بعض المرتفات التي يقطنها النازحون الفارين من موت الميلشيا الحوثية" .

 

إحصائية:

قال مدير مكتب الإعلام في مديرية حيس حسام بكري، إن مسؤول الوحدة التنفيذية بالمديرية قام بتقييم 230 منزلاً متضرراً بشكل كلي وجزئي، مشيراً إلى أن عملية المسح والتقييم للمنازل المتضررة ما زالت مستمرة.

وأضاف بكري، إن مدير مديرية حيس مطهر القاضي، زار عددا من المناطق المتضررة منها بيت مغاري - قرية السبعة - قرية العكش - كما تفقد أماكن أخرى متضررة وسط مدينة حيس.

ليست الأولى:

ليست الكارثة السيول في الحديدة هي الأولى بل عانت الحديدة ومناطق الساحل الغربي من كوارث كبيرة لمياه السيول في السنوات الماضية, فقد جرفت السيول في الساحل الغربي,العام الماضي, وارتفع منسوب المياه إلى مترين وغرق عدد كبير من المنازل والمزارع, وأدت إلى حدوث ماسي كثيرة خاصة في مخيمات النازحين والمهجرين من قبل مليشيات الحوثي, وتضرر حينها 7334 أسرة أي نحو 50 ألف شخص إجمالي الأسر المتضررة بحسب تقرير صادر من الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في اليمن يعيشون ظروف مأساوية صعبة بعد ما تسببت السيول الجارفة بتلف ممتلكاتهم من غذاء ومأوى وفراش .

تلبية الهلال:

تلبية لنداء الاستغاثة التي أطلقها المتضررين سارعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي, لإغاثة الأسر النازحة في مخيم "الحيمة" بمديرية التحيتا والنازحين في مديرية الخوخة جنوب الحديدة التي اجتاحت السيول مخيماتهم وجرفتها بعيدا وعملت على توزيع المساعدات العاجلة من المواد الغذائية و الإيوائية على مئات النازحين المتضررين لتخفيف من معاناتهم ومساعداتهم على تجاوز كارثة السيول إضافة إلى مساعدة المتضررين في منطقة "الجريبة" بالدريهمي وتوزيع مئات السلال الغذائية والخيام والايوائية لهم, وتاتي الاستجابة العاجلة من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في سياق المواقف الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة الداعمة للنازحين والسكان في محافظة الحديدة والساحل الغربي.

 

وقال الدكتور الحسن طاهر محافظ محافظة الحديدة "بدأنا بخطة شاملة لجبر الضرر, والهلال الأحمر الإماراتي كان سباق منذ الوهلة الأولى لحدوث الكارثة, فقد بادر بإرسال الخيام الإيوائية والسلال الغذائية, نحن نتعامل مع الهلال الأحمر الإماراتي ونتواصل معه في أي كارثة تحدث , فقد تواجدوا بعد ساعات قليلة من حدوث الكارثة, فالهلال متحمل العبء الكبير في الساحل الغربي ".

 

إضافة الى ذلك أرسلت القوات المشتركة بدعم من دولة الإمارات جرافات لإصلاح الطرق المتضررة من مياه السيول بمحافظة الحديدة وقامت الجرافات بإصلاح ورفع الأضرار لتي خلفتها السيول في الطرقات الرابطة بين المدن والمناطق السكنية أهمها الجسر المتضرر الذي يقع في الطريق الرابط بين مدينة الخوخة وباقي مديريات محافظة الحديدة الساحلية, وتقدم أهالي الحديدة بالشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية الشقيقة على هذه المبادرة الإنسانية.

*- فاطمة العبادي