منتظرين ولادة الحكومة ولو بالقيصرية!

2020-08-26 00:54

 

في ظل ظروف صعبة وقاسية يعيشها المواطن اليمني؛فغلاء الأسعاروتدهور سعر الريال حتى اقترب سعر الدولار في مناطق الشرعية من 800 ريالا،واختفاء كل الخدمات التي تقدمها الدولة الكهرباء والماء والتعليم والصحة،وانتشار الفوضى وغياب الأمن، وانتشار ظاهرة التهريب  وسيطرة المليشيات التي تدعي بأنها تتبع الجيش على كل الأجزاء المحررة من الحوثين،وغياب مظاهر الدولة،وانشغال تلك المليشيات بتحرير المحرر،بعيدا عن استكمال التحرير للمناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثين.

 

كل هذه الظروف كانت توجب على رئيس الجمهورية ونائبه وكل مستشاريه والتحالف أن يعطوا رئيس الوزراء مهلة لا تزيد عن أسبوع في نشكيل الحكومة من تاريخ 29 يوليو الماضى وهو اليوم الذي كلف به هادي معين عبدالملك بتشكيل حكومة كفاءات لتسريع اتفاقية الرياض، وقد مضى من الموعد حتى اليوم 27 يوما،ولم يتبق سوى أربعة أيام ،ويفترض أن يتم الإعلان عن الحكومة يوم 29 أغسطس،وأن تحدد أولوياتها في برنامج متكامل يعرض على مجلس النواب اليمني باسرع وقت ممكن،دون مزيد من التأخير؛فحسب بعض التسريبات بأن موعد إعلان الحكومة قد يتأخر بسبب أن المهلة  تخللتها إجازة عيد الأضحى،وهذا العذر طبعا غير مقبول،فالوضع الذي يعيشه الوطن والمواطن استثنائي، فنحن في ظرف حرب،ووضع منهار على كل الأصعدة،و يقتضي من كل مسؤول يقبل بتحمل المسؤلية بهذا الظرف أن يعمل ليل نهار،وأن يضحي بإجازته ،أفلا تستحق معانات المواطن اليمني من أشخاص تقع عليهم المسؤلية بأن يضحوا ويختصرون الوقت والمسافات...؟!

 

يرى الكثيرون من المتابعين بأن من أكبر المؤشرات لفشل هادي ورئيس وزرائه أن يتم اعطاء موعد لتشكيل الحكومة شهرا كاملا،ثم ينقضي الشهر ولا يتم إعلان الحكومة، ومهما كانت المبررات التي يسوقها إعلام الحكومة إلا أن الحقيقية بأنه كانت يجب أن تولد الحكومة بأقل من شهر،حتى وإن كانت ولادة قيصرية، فكل المؤشرات حتى الآن تدل بأن الحكومة القادمة فاشلة ولن تحقق شئ في ظل استمرار اللامبالاة وغياب الحنكة في الادارة من كبار المسؤلين،وارتهانهم لانتظار الحلول من الخارج،والبطأ الشديد في معالجة ما يحصل، فكلما طال أمد حل المشكلات وترحيلها،طرأت واستحدثت مشكلات أخرى،تعقد الحلول،وتجعل المهام أصعب،ولم نصل إلى ما وصلنا إليه إلا بأسباب النوم والتماهي والترحيل ..والدهر فقيه