ظاهرة الغش وانعكاسها على التعليم

2021-06-11 03:52

 

المراقب لسير العملية التعليمية في الجنوب يصاب بالإحباط إلى درجة الجنون! بعد أن يشاهد الغش أصبح ظاهرة معتمدة ومقبولة تربوياً وشعباً.

كتبنا مراراً حول استهداف التعليم في مناطق محددة بطرق ممنهجة ومدروسة لخلق أجيال متسلحة بالجهل (الهمجي) لتمرير سياسات شيطانية للسيطرة على العقول قبل السيطرة على الأرض وثرواتها وترابها وشعبها.

لقد تعرضت العملية التعليمية إلى حرب ضروس جعلت الطالب لايهتم بمستقبله بقدر مايهتم با(الجنبية والكلاشنكوف) والعمامة التي تخفي رأساً فارغاً كرأس العنزة الحلوب!

نحن حاجة ماسة الى {تقدير الذات وتحقيق المكانة الاجتماعية اللائقة عن طريق التفوق الدراسي  التي تجعل البعض من المتعلمين يقتنع بأن بلوغ ذلك الهدف ليس بالأمر السهل ولا بالأمر المستحيل بل طريقه شاق يستلزم الصبر، المثابرة والاجتهاد فقط}¹ .

ومع بداية امتحانات الثانوية العامة في الجنوب سرت هذه الظاهرة كالنار في الهشيم لتلتهم العقول الفارغة المنتظرة للغش، وتقضي على مستقبل جيل كامل سيتخرج بعد سنوات يحمل شهادات (مزيفة) وهو لايستطيع قراءة عمود في جريدة صباحية ولا يعرف حاصل ضرب 6 × 7 !!

الأمر خطير جدا والتجاهل لما يحصل إنتحار جماعي.

 

    إن بناء العقول مقدم على بناء الوطن، ومن المستحيل أن جيل أمي وجاهل سيبني وطن. لذلك من أراد أن يبني وطن يهتم اولاً بالعقول وينمّي لديها ملكة الابتكار والنبوغ، بدلاً من أن يساعد على انتشار ظاهرة الغش لأنه يقتل الطالب ويحارب الوطن.

 

يتعلل البعض بأعذار منها :

أن البلد في حالة حرب وان الشهادة ليس منها فائدة وان المدارس معطلة لشهور!!!

كل هذه الأمور ليست مقنعة لمن يعرف أهمية التعليم فالأمم المتقدمة والراقية لم تنهض الا بالعلم والعلم وحده.

والسؤال هو / من المسئول عن هذه الظاهرة؟

الجواب من شقين :

1 _طبعاً المسئول عنها هو إدارات التعليم ومدراء المدارس والمراقبين.

كما أن من مسئولية إدارات التعليم توفير المدرس الكفؤ وتفعيل الجهاز الرقابي والتفتيش الدوري (التوجيه) على المدراس وإبعاد المدرس الغير كفؤ أو إرساله إلى دورة تدريب وتأهيل تمكنه من عمله.

2 _الأسرة أيضاً مسئولة عن إبنها ومساعدته على المذاكرة وتحفيزه وافهامه أن مستقبله يترتب على ما يكسبه من المدرسة.

لا أعتقد أن عاقلاً يفرح بفوز ابنه بالغش، ولا أباً يباهي بشهادة ابنه المزورة.

 

نتمنى أن نرى في بلدنا جيلاً يفضل القلم على الجنبية،  والمدرسة على مجالس القات، والكتاب على الهاتف النقال.

 

وفق الله الجميع

 

¹ - [الفقرة منقولة من مقال للأستاذ خالد عبدالسلام]

 

عبدالله سعيد القروة

10 يونيو 2021