قتلة "القاضي": جبالية اليمن السافل يأكلون في بيوت زعماء الجنوب ويقتلونهم غدرا

2021-10-15 17:55
قتلة "القاضي": جبالية اليمن السافل يأكلون في بيوت زعماء الجنوب ويقتلونهم غدرا
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

 قبل أكثر من نصف قرن، كانت عدن، تحتضن الفارين والهاربين من البطش والقهر والجوع، من كل مكان، وكان الأكثرية من (اليمن السافل او الأسفل)، كانت تحتضن الجميع، ولا تميز بين أحد، فالجميع تراهم مواطنون متساوون امام القانون والنظام الذي كان سائداً.

ذات يوم منذ نصف قرن ويزيد، زادت الهجرة (غير الشرعية) الى عدن، حتى أصبح سكان المدينة يعانون من الأمراض والحشرات التي تعشعش في الرؤوس والاجساد، كان لا بد من القيام بإجراءات "تعقيم"، بات سائدا اليوم في كل منافذ دول العالم "البرية والجوية والبحرية"، للوقاية من فيروس كورونا، في حين ان عدن، كانت لها الاسبقية (جدا)، في تعقيم الداخلين إليها "من القمل والكتان وغيرها من أنواع الحشرات"، وهذا ليس عيباً على الاطلاق، لأن الصحة كانت أولوية بالنسبة لعدن ونظامها السائد إلى اليوم رغم كل المتغيرات والحروب.

انتشر المهاجرون غير الشرعيين في عدن كالنار في الهشيم، حتى أصبح تعدادهم يفوق تعداد السكان الأصليين، وحينها لم يكن من خيار سوى استحواذ الأكثرية على حقوق الأقلية، بعد ان أصبح السكان الأصليون أقلية، فكان قانون "التأميم"، كالضربة القاضية التي يدفع أبناء عدن "ثمنها الى اليوم".

 

وليس قانون التأميم وحده من قهر أبناء عدن، فعمليات القتل طالت كل كوادر المدينة، وهنا أعرج على قصة حقيقية لعملية اغتيال ممنهجة، موثقة في مذكرات الرئيس علي ناصر محمد.

في الـ24 من ابريل العام 1966م، وبينما كان الهدوء يخيم على حي القلوعة، كان هناك من يطرق باب منزل النقابي علي حسين القاضي، مواطن عدني تعود جذور جده إلى السلطنة العوذلية في مكيراس بأبين.

فتح "القاضي" الباب وإذ بثلاثة اشخاص أحدهم يعمل "فيتر بيب" في مصافي عدن، دخلوا إلى المنزل، وأكرمهم بالضيافة حتى شبعوا، عملا بالمثل القائل " إذا أكرمت الكريم ملكتهُ وإذا أكرمت اللئيم زاد تمرداً".

ولأن اللؤم صفة من صفات "هؤلاء القوم"، هم الأشخاص الثلاثة بالخروج من المنزل، وكان على النقابي القاضي ان يودعهم في الباب، كما هو متعارف عليه عند العرب، الا ان أحدهم طلب منه الخروج أكثر الى امام البيت، ولم يعد الا جثة هامدة، لقد أفرغ "فيتر بيب"، خمس طلقات من مسدسه في رأس القاضي وارداه قتيلاً.

لم تكن أصوات الرصاصات الخمسة من اثارت رعب سكان القلوعة، بل صراخ زوجته وأمه وبناته، كيف لضيوف ان يقتلون مضيفهم بعد ان "أكلوا وشربوا في بيته حتى انتفخت بطونهم".

 

ولأن القصية هذه حقيقية ويعرف تفاصيلها كل أبناء الجنوب، الا ان ما يثير الاستغراب هو إشارة الرئيس علي ناصر محمد، الذي أقر بضلوع "فيتر بيب" (*).. في جريمة اغتيال القاضي، الا انه أشار الى وصف القاضي بانه من أبناء محافظة البيضاء، وانا لا أدري هل "دماء أبناء البيضاء رخيصة يا سيادة الرئيس الأسبق"؟.

 

عدن مظلومة ومقهورة، عدن التي قهروها بقتل قحطان الشعبي، قهروها بقتل سالمين، وعشرات الآلاف من أبناء عدن والجنوب، ولكنها في تخرج بعد كل حرب منتصرة، انتصرت بعد حرب العدوان الأولى 1994م، وخرجت تلفظ الاحتلال وترفضه، انتصرت بحرب العدوان الحوثية، رغم من أن عسعس الميليشيات كانوا ينتشرون في كل مكان "شوارع وازقة واحياء"، الا انها هزمتهم، حين ظنوا ان هزيمة عدن ستكون بخروجهم لقتل أبناء المدينة، الذين قاوموا العدوان الحوثي، ومن لم يستطع القتال لمصلحة الحوثيين اخذ شنطته وفر هاربا صوب جبوتي والسعودية، وحين تحقق الانتصار عاد الفارون مجدداً، للحديث عن اليمن الكبير والوحدة اليمنية ونظام علي عبدالله صالح، الذي كان الأروع والأجمل.

 

وكأن مئات الآلاف من الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات نظام صنعاء، "مشاهد في فيلم هندي"، كأن النظام الذي حول عدن إلى قرية، قد جعل منها سنغافورة أخرى، وكأن اعمال السلب والتدمير، لم تحصل الا في عهد الجنوبيين.

يا لوقاحتكم وحقارتكم، عدن لن تقبلكم، ولن تقبل خطاباتكم العنصرية والجهوية، عدن التي رحبت بكم "حبا في الإنسانية والتعايش"، ستلفظكم، وهي تعرفكم وتعرف حقدكم الدفين وستلفظكم، اذهبوا فاليمن الكبير، عدن أكبر منه، وأكبر من عنصريتكم، عدن العاصمة الجنوبية وعاصمة السلطنة العبدلية بتاريخها وأرثها العريق الضارب في جذور التاريخ، من أراد العيش فيها بسلام وآمان "أهلاً به"، ومن أراد ان يتحدث عن مشاريع اليمن الكبير، الخروج منها بهدوء وقبل الخروج عليه الاعتذار لنادي "التلال" الاقدم والاعرق من هوية "سياسية"، لا أحد يقدر من يحمل هويتها وان كانت "حمراء".

لا تستطيعون هزيمة عدن، ورب العرش لا تستطيعون، هذه المدينة خلقت منصورة لان أهلها "هم مسالمون طيبون، وهذا وحده سر انتصارها في نهاية كل حرب رغم الجراح".

#صالح_أبوعوذل

 

محرر "شبوة برس" يوضح:

(*) المجرم القاتل "عبدالفتاح إسماعيل الجوفي" قتل الزعيم النقابي الشهيد "علي حسين القاضي" بعد أن أكل وشرب ومعه أثنان من القتلة ألقت القبض عليهم المخابرات البريطاني وأدخلوا السجن ليومين ثم هربهم الانجليز إلى تعز ليواصلوا ويكملوا دورهم الخبيث العدواني ضد الجنوب العربي ورجاله العرب الاقحاح في مراحل لاحقة.