هادي" والجنوب.. كيف تقاطعت المصالح في محافظة شبوة النفطية؟ (تقرير)

2021-12-30 05:30
هادي" والجنوب.. كيف تقاطعت المصالح في محافظة شبوة النفطية؟ (تقرير)
شبوه برس - خـاص - عتـــق

 

دخلت القوات المسلحة الجنوبية مدينة عتق مركز محافظة شبوة النفطية، التي تسيطر عليها ميليشيات إخوان اليمن، وذلك في أول تحرك يأتي بعد ان عزل الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، الحاكم الإخواني المتهم بالتورط في تسليم جزء من المحافظة للحوثيين، في إطار صفقة سياسية ابرمت بين الطرفين، وفقا للعديد من المصادر العسكرية والتقارير الصحافية العديدة. وعبر تنظيم الاخوان في اليمن عن رفضه حيال القرار الذي أدى الى عزل السلطة الاخوانية وتعيين الشيخ عوض بن محمد الوزير محافظا لشبوة.

 

واظهرت صورا بثت على شبكة الانترنت عناصر، قوات العمالقة الجنوبية عقب دخولها عتق لتأمينها خاصة في اعقاب تعرض معسكرات تسيطر عليها ميليشيات الاخوان للنهب الواسع الذي طال المركبات العسكرية والأسلحة التي اغلبها مقدم من دول التحالف العربي بقيادة السعودية.

وعلى الرغم من الحديث عن ان تغيير محافظ شبوة يأتي في إطار تنفيذ اتفاقية الرياض المتعثرة، الا ان الرفض الاخواني والهجوم على شخص الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، يوحي بان إزاحة بن عديو، يأتي في اعقاب وجود محاذير من تهديدات تستهدف هادي الطامح للبقاء رئيسا لسنوات قادمة.

 

وأعلن مسؤولون في حكومة هادي، عن نيتهم تجاوز شرعيته كرئيس توافقي من خلال بيان صدر باسم رئيس مجلس الشورى احمد عبيد بن دغر ونائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري، بالإضافة الى مسؤولين أخرين بينهم وكلاء في وزارة الإعلام، الجميع تحدث عن الاستعداد لتدشين حراك سياسي يهدف الى تجاوز شرعية هادي.

 

وعلى الرغم من ان الجنوب كان يطمح ويعد لاستعادة شبوة من قبضة الحوثيين، كانت مصالح هادي في البقاء بالحكم لسنوات قادمة قد تقاطعت، بعد ان شعر ان سلطته مهددة بالسيطرة الحوثية على مأرب وشبوة، حيث وانه غير واثق من القوات اليمنية التي ترابط في وادي حضرموت والتي تدين لنائبه علي محسن الأحمر، وهي القوات التي يعتقد انها قد تنقلب على شرعيته فيما اذا سيطر الحوثيون على محافظة مأرب الاستراتيجية بالنسبة لهادي والتحالف العربي بقيادة السعودية.

 

واستجاب هادي لحراك قبلي كبير، وأقدم على إزاحة بن عديو، الأمر الذي أتاح الفرصة امام المجلس الانتقالي الجنوبي للتحرك لتحرير شبوة من قبضة الحوثيين الموالين لإيران. منذ توقيع اتفاقية الرياض، والمجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بشدة على تنفيذ بنودها غير ان الاخوان رفضوا كل تلك الدعوات والمساعي السعودية، لكن يظل قرار عزل بن عديو ضمن مرحلة جديدة لاستئناف تنفيذ اتفاقية الرياض من شبوة، لكن العديد من المصادر تقول لصحيفة اليوم الثامن ان "قرار الإقالة لا يعني استئناف تنفيذ اتفاقية الرياض، وانما جاء بعد رفض الاخوان قتال الحوثيين، وهذا هو الاخلال الأبرز بهدف الاتفاقية التي نصت على توحيد الجهود لقتال الانقلابيين وقد بدأ الاخلال بتسليم البيضاء وجزء من شبوة وفتح الطريق امام الحوثيين لحصار مأرب، وهذا التحول والاخلال دفع التحالف العربي الى سحب قواته من شبوة احتجاجا على تحالف الإخوان مع الأذرع الإيرانية، وقد شعر هادي انه سيكون الضحية الأبرز لسيطرة الحوثيين على مأرب فذهب للاستجابة لمطالب الجنوب".

 

واعتبرت مصادر سياسية عزل هادي سلطة الاخوان انه اعاد رسم التحالفات المشروطة بإزاحة الاذرع القطرية والإيرانية معا، وتقاطع مصالح بين هادي والجنوبيين قد تستمر لفترة أطول إذا ما قرر هادي ترك السلطة"، ووفق المعطيات على الأرض تؤكد ان هزيمة الحوثيين قد تسير بوتيرة عالية شريطة تحييد الاخوان.

*- شبوة برس ـ اليم الثامن