الأحرار لا يبيعون الأوطان!!

2022-01-06 12:27

 

يلهمني بعض أصدقائي المخلصين عندما أكتب مقالاتي بما يسردون من قصص وأحداث واقعية جرت ودونت ووثقت عبر التاريخ القديم والحديث وهذا العنوان واحد منها بحيث تلهمني أحداثه بما أكتب اليوم وأحاول إسقاطه على ما يجري من حروب طاحنة في اليمن شمالا وجنوبا !!ّ

واستشهد بها كمثال حي يحاكي واقعنا اليوم ليس في اليمن وحده بل على مستوى الوطن العربي وما فيه من ثورات عارمة وحروب متصلة والذي يحتل اليمن الصدارة فيها وقد  ابتلي  بهذه الحرب الضروس المستمرة منذ 7 سنوات ،ولا  تخفى على  القارئ الكريم أسرارها ، ومنها القصة التالية :

إنشق احد كبار مساعدي هتلر في الحرب العالمية الثانية1939-1945ولجأ الى بريطانيا

فرحبت به ترحيباً كبيراً واعلنت عن انشقاقه في وسائل الإتصال آنذاك وانزلوه في افخم القصور ..وفي الأسبوع الأول من استقباله طلبت منه المخابرات البريطانية تحديد اهداف مهمة في المانيا .. فرفض

وقال قولته المشهورة:

انفصلت عن هتلر وليس عن بلدي المانيا ..

فتم إعدامه وهو يضحك قائلاً: للأوطان حرمة .. لا يبيعها إلا الأنذال ..!!

وإذا أسقطنا هذه القصة على ما يجري اليوم في اليمن الوطن المُباع، فهناك شريحة واسعة  من الخدم والأنذال  في خدمة المشتري وهذه  الشريحة  على درجة عالية من الحرفية والمهارة في الصمت  والسكوت على الظلم والاستبداد، بحيث يستطيع المشتري الإيراني تحديدا وبكل راحة أن يصادر حريتهم واستقلالهم ويسرق خيراتهم، وينهب أرزاقهم، ويقتل أحلامهم مع ضمان كامل من البائع بعدم رفع أي صوت بالرفض أو حتى النقد، بالإضافة إلى حق المشتري في تجريب شتّى أنواع القمع، من تقييد للحريات، وتكميم للأفواه بواسطة عملائه الذين يتدثرون بالوطنية  ودجنها ودربها كما يشاء لتقوم بأعمال   القتل أو السجن أو التعذيب أو التشريد، كما يقدم أولئك الذيليون  ولأول مرة حصرياً خدمة استحمار الشعوب والاستخفاف بعقولهم، وهذه الخدمة تُقدم فقط في عالمنا العربي، حيث يحق للمشتري أن يكذب ويدلّس على شعبه عبر وسائل إعلامه داخل الوطن، والخروج بالخطب والوعود الكاذبة مع ضمان تصديق الشعب ودون وعي لكل ما يتفوّه به المشتري أو من ينوب عنه، لا بل وكما عودونا  دائماً على المفاجآت ليس فقط الصمت والتصديق بل التمجيد  والتصفيق وتتطاول إيران اليوم للهيمنة على  اليمن تمهيداً لاقتحامها دول الخليج، ويستمر اللعب على الورقة الطائفية من قبل طهران ناشرةً الفوضى وشراء الذمم في أعظم مزاد شرق أوسطي لبيع الأوطان الذي دشنته إيران مستغلة ضعف الضمائر العربية الشعبية، عازفة على أوتار الطائفية الدينية التي يطرب لها الولي الفقيه ويتراقص عليها ضعاف النفوس من العرب. فها هم الحوثيون يتراقصون في مسيرةٍ هزلية يتقدمهم عبدالملك الحوثي، مستبيحين وطنهم اليمن للانتهاك الإيراني، عارضين صنعاء وعدن مدناً رخيصة مكسورة ومحطمة.

والمثير للسخرية أن جميع تلك الدول التي خانها أبناؤها تعاني من الحروب والويلات والاضطرابات التي لا تتوقف، وكأن لعنة الخيانة تطارد بلدانهم، فعند الإخلاص للأوطان يفيض الله علينا ببركاته لننعم بالرخاء والاطمئنان، قال تعالى:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (96) سورة الأعراف.

وكان لا بد من التحرك لإيقاف هذا المزاد الهزلي وإيقاف هذا المسلسل من الخيانات العربية وكان لا بد من الحزم.

إن التحالف العربي في العملية العسكرية عاصفة الحزم أعاد إلينا إحساس النخوة العربية و الكرامة العربية و العزة العربية من أجل إيقاف مهزلة بيع الأوطان بأ بخس الأثمان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أوطان برسم البيع !َ!

وختاما نقول للخونة الذين يبيعون أوطانهم خسئتم وشلت أيديكم ونذكركم ان جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.

 

د. علوي عمر بن فريد