روسيا وأوكرانيا

2022-01-22 08:47

 

الكثيرون من الخبراء السياسيين كانت توقعاتهم بتفكك او اضمحلال حلف الناتو الغربي، بسبب تفكك حلف وارسو الذي كان يمثل المعسكر الاشتراكي والخصم لهذا الحلف، لكن ما وقع هو العكس تماماً! فبعد تفكك حلف وارسو بدء حلف الناتو يعمل جاهداً ليحشد ويضم كل الدول الاوربية التي كانت حليفة موثوقة لروسيا، وكان ان نجح حلف الناتو بضم دول اوربية مهمة امام دهشة روسيا والصين بل وكل دول العالم التي كانت تتمنى الغاء الاحلاف العسكرية فهي من مخلفات الحرب الباردة.

 

والحقيقة فأن حلف الناتو طمع بل ورّغب دولاً كثيرة في الانضمام الى الحلف ومنها دول كانت ضمن الاتحاد السوفيتي وبعضها ضمن حلفه السابق اي حلف وارسو، ونجح الغرب في ضم دولاً كثيرة بعضها على تماس مع روسيا والحقيقة فانه لم تكن هناك من ضرورة امنية ومخاوف ابدا من روسيا بعد ان تخلت عن الاشتراكية.

 

اكثر من ١٣ جمهورية ودولة تم ضمها حديثاً الى حلف الناتو، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر. المجر . بولندا . بلغاريا .جمهورية التشيك . وكذلك استونيا . لاتفيا . ليثوانيا . وهذه الاخيرة كانت جمهوريات ضمن الاتحاد السوفيتي .

 

يضم حلف الناتو دولاً صناعية عظمى وهي امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا. بالاضافة الى استراليا ومعظم دول اوروبا الغربية والشمالية بما فيها تركيا بل وحتى البانيا والجبل الاسود وكانت ضمن جمهورية يوغسلافيا.

 

وعن هذا الحلف اي الناتو، فلديه من القوة الجهنمية ما يمكنه احراق العالم لعشر مرات بل واكتساح دولاً بل قارات واسعة وشاسعة، ومع هذا فهو اليوم يغازل اوكرانيا التي تقع في خاصرة الاتحاد الروسي لتكون دولة عدوة وضمن حلف عسكري يعادي روسيا.

 

وعن هذا التوق والولع لتقوية حلف الناتو فالهدف منه هو اذلال روسيا الاتحادية، التي كان يتوقع لها ان تتفكك بعد ذلك التفكك المخيف، حيث فقد الاتحاد السرفيتي ٦ مليون كيلو متر من مساحته.

 

لم يكتف الغرب بهذا الاستقلال لهذه الدول بل كان يحاول في ان يشجع كل من جمهورية الشيشان والداغستان بل وتتارستان على الانفصال، ولولا سحق  التمرد في الشيشان لكانت انفرطت السبحة.

 

اليوم يتابع العالم حشد ١٠٠ الف جندي روسي، بقضهم وقضيضهم، وهم الان يحاصرون اوكرانيا ويطوقونها بل ولن تكون هناك في تصوري اي مصاعب في اجتياح اوكرانيا بل ان المصاعب هي في ما يعقب هذا الاجتياح من مقاطعات وتوترات تعيد اوروبا الى ايام الحرب الباردة.

 

وفي تصور الكثيرون من الساسة فان امريكا قد تصل الى تسوية مع روسيا الاتحادية وتشمل هذه التسوية وقف اغراء دول (الخاصرة) من الانضمام الى حلف الناتو

وكذلك عدم نقل اسلحة (تدمير شامل) الى دول محيطة بروسيا الاتحادية.

 

على انه وفي حالة المقاطعة التي ستعلن من قبل امريكا والحلفاء، في حالة غزو القوات الروسية اوكرانيا، فان المقاطعة ايضا ستكون شديدة وقاسية على اوروبا والتي سوف تعاني من انقطاعات مخلة وخطيرة للغاز الروسي الذي تعتمد عليه المانيا ودول اوربية في اقتصادها.

 

وفي توقع الكثير من المتخصصين من خلال متابعاتي، فان روسيا الاتحادية قررت ان تشهر سيف غضبها، ولأدلل على ذلك ما وقع في جمهورية كازاخستان، فلقد بادرت روسيا وحلفاء روسيا الى ارسال قواتها جوا لاخماد الثورة التي  في عاصمة كازاخستان (المآتي) وكانت ان نجحت الثورة فسوف تهدد روسيا الاتحادية  .

 

وهناك شيء تدركه امريكا ودول الغرب، انه كلما تم التضييق على روسيا فان العلاقات بين روسيا والصين ستبلغ مرحلة من التكاتف والتحالف، فليس لروسيا الا الصين وليس للصين الا روسيا. صحيح انهم يختلفون في بعض توجهاتهم ولكنهم ينسجمون تماما في ان تحالفهم هو طوق نجاتهم او سر قوتهم. وعن (بوتين) فهو اصلب رجل عرفته روسيا وليس من السهل استفزازه او خداعه.

 

فاروق المفلحي