استهداف الحوثي للإمارات ورقة استقواء إيرانية

2022-01-26 13:20

 

دلالة القصف الحوثي، الاثنين، للعاصمة الإماراتية، يمكن اختصار رسالته بالتالي:

 

اليمن ليس وحده ساحة صراع محلي، بل هو بؤرة صراع إقليمي يضرب عصب اقتصاد واستقرار المنطقة والعالم، وأن ليس هناك من طرف يتلقى وحده الضربات دون توجيه ضربات مقابلة.

 

السؤال:

 

هل يقفز صراع اليمن من ذيل قائمة اهتمام دول القرار، إلى البند الأول في جدول أعمال الكبار؟

 

الضربة تضعنا أمام خيارين:

 

إما حرب اجتثاث للحوثي بضوء أخضر دولي وإما تسوية.

 

*  *  *

 

ما الذي يجعل الحوثي يستهدف القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة؟، وهي مقر الجناح الاستطلاعي 380.

 

ويبلغ تعداد القوة 2000 من أفراد القوات الأمريكية، حسب بيان القيادة المركزية الأمريكية، أمس الاثنين؟

 

استهداف القوات الأمريكية بصاروخين باليستيين تم إسقاطهما، انعطافة حادة وخطوة زلقة خطرة، تدفع الصراع من تخوم المواجهة الإقليمية بين السعودية والإمارات وإيران، إلى ساحة الصدام الدولي طرفها الأبرز واشنطن ودول حلف الناتو.

 

مثل هكذا استهداف لا يمكن أن يكون قراراً منعزلاً يتخذه الحوثي، بل ذات مرجعية واضحة مركزها إيران، ويتناغم تماماً مع الضغط على واشنطن باستهداف وجودها في قوس أزمات المنطقة، من ضرب قواعدها في بغداد، إلى النشاط العسكري المشترك مع روسيا والصين، إلى سوريا ولبنان، وقبلهما أفغانستان.

 

هامش الخيارات أمام الإدارة الأمريكية بعد محاولة ضرب التواجد العسكري الأمريكي يتقلص، والمراوحة بين إعادة تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية من عدمه، يتراجع لصالح تسريع اتخاذ مثل هكذا قرار.

 

نتائج استهداف القوات الأمريكية، خارج الصخب الإعلامي هو صفر الفائدة لجهة مكاسب الحوثي، ولكنه ورقة استقواء إيرانية مضافة، في معركة الملف النووي، والإقرار بتواجد طهران ومصالحها في المنطقة.

 

الطبيعي أن تُطرح علامة استفهام كبرى:

 

ما الذي يدفع بالحوثي إلى مخاطرة انتحارية كتلك، ما لم يكن لديه من المعطيات المسربة إيرانياً، أن قراراً أمريكياً قد اتخذ لتكسير قوات الحوثي في كل جبهات القتال، مع بقاء هامش الاختلاف حول الهدف الأكبر من وراء ذلك القرار:

 

 شطبه أم ترويض قوته ولجم اندفاعاته العسكرية، وإبقاؤه في وضع يمكن التعاطي سياسياً معه في مستقبل الحل، من كونه القوة غير المهيمنة والأضعف.

 

نحن أمام قادم تداعيات مفتوحة على كل اتجاه، من التبريد إلى التصعيد المنضبط إلى كسر العظم.

*- خالد سلمان ـ كاتب سياسي