عفواً فخامة الرئيس أنت تكذب!

2022-03-11 05:43

 

تضغط على المرء كوابح الحيرة والتردد لمجرد أن يفكر بأن يقول لرئيسه: (عفواً أنت تكذب) ، فالأمر صادم حقا ، وربما يدخل في نطاق المحظور ايضا ، ولأنّ الكذب وفق توصيفه بمعاييرنا الإنسانية والأخلاقية مذموم فعلاً ، لكن ماذا عندما يكون الرجل - فخامته - قد كذب فعلا وبفضاضة ايضاً ؟

يوم الخميس 3مارس الجاري ، إلتقى فخامته في الرياض بمن كناهم بالأحزاب والقوى السياسية ، وكلنا يعرف أنها مجرد قيادات وحسب ، ولاوجود فعلي لأحزاب فاعلة ومتواصلة ولها قاعدة جماهيرية ومقرّات وخلافه ، ويشذٌ عنها حزب الإصلاح ( جناح إخوان اليمن ) والكيانات التي خرجت من عباءته ، وايضا المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي لا أظنه حضر اللقاء .

في اللقاء الذي لخّصت صحيفة الأيام الغرّاء موجزاً له في عدد 5مارس الجاري ، فقد تحدّث فخامته زوراً عن هذه الأحزاب التي عدّها جزءاً أصيلاً من مكونات الدولة ومنظومة الحكم ، وأنها قاعدة مجتمعية يُعتدٌ بها .. إلخ ، والشارع كله يعرف أن هذا منافٍ للحقيقة تماماً .

وعن مشاركتها في المؤتمر الوطني للحوار، وهذا جائز بالنسبة لقيادات هذه المكونات الكرتونية، لكن الأكثر كذباً عندما أكّد أنّ هذا المؤتمر مثّل (كلٌ) شرائح المجتمع وقواه السياسية ، وهذا مخالف للحقيقة تماماً بالنسبة لتمثيل جنوبنا وقضيته المشروعة ، فقد جيئ بمجاميع جنوبية تمثّل وتميلُ الى نفس رؤية السلطة ونافذيها اللصوص ، ويمكن أفراداً جنوبيون وطنيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، وهؤلاء ماذا سيفعلون إزاء حشود من جاءت بهم السلطة ؟ وبعد ذلك كانت المخرجات التي تمثل رؤية السلطة ونافذيها، فأين هو جنوبنا وقضيته المشروعة في هذا المؤتمر؟

 

مع كل أوضاعنا المنهارة، وبينها الدولة الفاشلة تماماً، تحدّث فخامته عن الدولة الحديثة، أو دولة العدل والمساواة والحكم الرشيد .. إلخ كما قال نصاً، ولكن كلنا نعرف تماماً بأننا في ظلّ دولة طغيان ونافذين لصوص في رأس السلطة، وهم ينهبوا كل ثروات البلاد وإمكانياتها ، وإنعكاسات ذلك حيّة في الشارع يشهد بها جوع الشعب وفقره في مناطقنا المحرّرة ، أي أنّ الحديث عن الدولة العادلة حديث هُراء وكذب وزيف . * أمّا المضحك هو حديثه نصّاً عن البطولات والبسالة التي إجترحها الجيش الوطني للسلطة ، أو التي سطرها في ملاحم بطولية مشرفة في مختلف خطوط التّماس كما قال ، وهو حديث يثير الضحك بأعلى درجاته حقاً ، لأنّ الواقع يتحدث عن حرب 8سنوات كذب ، بل وليس فيها إلّا ألإنسحابات وألإستسلامات بالعتاد ، كما لم يُحرّر حتى شبرٍ واحد محتل ، والحقيقي أنه ليس ثمة من مقاتلين إستبسلوا وضحوا إلا مقاتلي جنوبنا وحسب ، وٱخر الشواهد في شبوة

 

سيادة الرئيس ، الحديث الإنشائي المتبجّح والممجوج إعتدنا سماعه بقرفٍ في المناسبات الوطنية ، واليوم وضعنا كارثيٌ ، ولامجال لهذا الهُراء ، وايضاً مع مكونات زائفة وغير موجودة ، والشارع يعرف هذه الحقائق ، ويعرف أن الجنوب جنوب والشمال شمال ، ويعرف أنه لاوجود إلّا للإنتقالي والإخوان وحسب ، والأخيرين هم في كل مفاصل البلاد بما فيها في دائرة سلطاتك ومفاصل قراراتها ايضاً ، أليس كذلك ؟!