"بصراحة أقولها لكم"

2022-04-02 10:00

 

  * بحسن نية يغرق شارعنا الجنوبي في لجة جدل ساخن مع كل مناسبة لحوار، وهو معذور ولاشك، لأنه يعلق على أن في هذا الحدث تقرير خلاصه من هذه الوحدة المشؤومة أو ربطه بها تماماً، وكما يحدث الان في تكرار الدعوة الخليجية ( السعودية ) لإجراء مشاورات يمنية – يمنية ، ولكن الذي لايعرفه تقريبا معظم شارعنا الجنوبي ، هو أن مثل هذا الأمر – البقاء في الوحدة أو الخروج منها – يقرره الفاعلون الدوليون الذين رسموا لهذا الواقع على الأرض ، سواء هنا في بلدنا أو سواها .

  * هذا يعني أن الإقليم مجرد بيدق صغير في اللعبة (مأمورين وحسب)، وكذلك الحال بالنسبة للدمى والكيانات الجنوبية الكرتونية التي تتقنفز وتظهر مع كل مناسبة لحوار، فهؤلاء دُمى صغيرة ويحركهم هذا أو ذاك من السلطة أو الإقليم، ويمكن فاعلين لهم حضورهم في شأننا الجنوبي ، وهؤلاء انفسهم يتلقون أوامرهم من هنا أو هناك وخلافه ، وهكذا ، أي أن المسألة مجرد لعبة محبوكة ومرسومة ولاشك .

 

  * بارونات المال ، أو سادة المال العالميين ، وما أكثر مسمياتهم كما نقرأ ، هؤلاء هم من يحكم عالمنا هذا ، أي هم حكومة الظل العالمية ، وهم من صنع الأحداث الجسام ، كالحربين العالميتين الأولى والثانية ، وحتى قيام الدولة الإشتراكية الروسية ، فهم الذين ضخوا الأموال الهائلة من بنوك أمريكا ( وياللعجب ) ، وهي التي زودت لينين وصحبه للقيام بثورتهم تلك ، وكذلك ظهور النازية في المانيا التي أسس لفكرها كارل ريتر 1779م- 1859م وبإيعاز من هؤلاء البارونات ، وهم من صعّد الأمور لتتفجر الحربين العالميتين وفق مخططاتهم !

  * هؤلاء – بارونات المال – وحلقاتهم العنقودية من الأعلى الى الأسفل ، هم من يقرر كيف تجري الأمور في هذا البلد أو ذاك ، وهم من كان وراء قيام عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى ، وبعدها الأمم المتحدة بعد الثانية ومن يوعز لقراراتها ! حتى الأديان السماوية ، بما فيها ديننا الإسلامي الحنيف لم ينج منهم ، فهم من خطّط لتفريخه الى طوائف وكيانات ، وكل كيان من هؤلاء يظن أنه الأفضل والصواب ، بل والنّاجي من النار ايضاً ، وذلك بحسب حاجتهم وسيناريوهاتهم الجهنمية ، ولذلك نحن فيما نحن فيه اليوم من دوامة العبث .

  * لذلك من يبالغ في الإقليم ، أو يرى أنه بمقدورهم خلاصنا من هذه الوحدة أو خلافه ، فهو واهم ولاشك ، والإقليم نفسه محكوم بفاعلين مؤثرين فيه ، وربما ليسو في تشكيلة السلطة الفعلية ، وفي نفس الوقت هم أتباعا لمن هم أعلى منهم ، ولنتساءل مثلاً : كيف بقي وغادر عبدالمجيد الزنداني وصحبه من السعودية وهم من كبار قادة الإصلاح / الإخوان الى تركيا ؟ تقريبا عبر بساط الريح ، وبدون علم حتى الجهات الرسمية للداخلية السعودية بسفرهم ! وغيرها من الأحداث المذهلة والمثيرة للتساؤلات .

  * حتى الثورات والشعوب ثمة ضابط لأدائها ، ونحن – الشعب الجنوبي – لنا تطلعاتنا المشروعة حقاً ، والمجلس الإنتقالي الجنوبي كأكبر كيان جنوبي فاعل على الأرض ، ويقوده الشخصية الوطنية النزيهة والمقدامة عيدروس قاسم الزبيدي ، وكلنا نثق بوطنيته وإخلاصه ونزاهته وخلافه ، ولكنه سيظل مقيداً بسلاسل وأغلال الإقليم الذي هو نفسه مكبلاً بقيود الأعلى منه ، ولذلك تأتي عبارات الإقليم في فزّاعة : ( علينا ضغوط خارجيه – وضغوط دولية .. إلخ ) ، فلاتفعل هكذا ، ولاتصرح بهذا الشكل ، ولاتتحرك في هذا الطريق .. إلخ ، أي سيجعلوا من الإنتقالي وكل قيادته مجرد بيادق بأيديهم ، ولذلك نلمس جليا دنو أداء الإنتقالي مقارنة مع تطلعاتنا وقدراتنا الحقيقية وإمكانياتنا على الارض ، وهذه هي أصول اللعبة الدولية وضوابطها ، ولكن علينا الصمود بالنسبة لتطلعاتنا المشروعة وعدم اليأس ، وتقريبا استوعبتم ما أرمي اليه هنا ، أليس كذلك ؟!

✍️ علي ثابت القضيبي .

 الخيسه / البريقه / عدن.