تتحلّى دولة الإمارات بمواقف حكيمة تعبّر عنها كثيرًا دبلوماسيتها التي تعمل على تحقيق السلام وتقف يدًا بيد أيضًا في إطار مكافحة الإرهاب.
ومع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، عبّرت دولة الإمارات عن موقف سياسي متناغم مع هذا الخراك السياسي المهم، إذ أكّدت وزارة خارجيتها، الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه وعلى رأسها السلام والاستقرار والتنمية، متمنية للمجلس كل التوفيق والسداد في أداء مسؤولياته الوطنية.
وشددت دولة الإمارات، على التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته وتطلعاته المشروعة في التنمية والازدهار، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
الموقف السياسي لدولة الإمارات يضاف إلى سلسلة من الأعمال الحكيمة التي تتحلى بها أبو ظبي على مختلف الأصعدة سياسيًّا وعسكريًّا وحتى إغاثيًّا وإنسانيًّا.
دعم الإمارات لمسار مجلس القيادة الرئاسي سيمنحه قوة دفع كبيرة في الفترة المقبلة يُساهم في إنجاح مهامه لا سيّما مع دعمه اقتصاديًّا منذ اليوم الأول لتشكيله بعدما أعلنت الإمارات والسعودية تقديم قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم الاقتصاد.
دعم الإمارات ستنعكس آثاره على الوضع السياسي والمعيشي وهو ما سيعود على الجنوب بالنفع، إذ يعيش المواطنون وهم في أمس الحاجة إلى انتشالهم من الأعباء الإنسانية التي زادت مع تعرض الجنوب لحرب خدمات ظلّت لفترة طويلة.
وحصد الجنوب حصة كبيرة من سبل الدعم الإماراتي على مدار السنوات الماضية، بينها ما تم إعلانه قبل أسابيع من تدشين الحزمة الأولى لمشروعات دعم البنية التحتية لقطاع المياه والصرف الصحي في العاصمة عدن، بدعم من دولة الإمارات.
وتشمل هذه الحزمة تدشين 14 مشروعًا في مجال المياه والصرف الصحي، وهو أولى المراحل في مجال البنية التحتية التي تتبعها مشروعات أخرى في مختلف المجالات الحيوية.
على الصعيد العسكري، ستظل التضحيات التي قدمتها دولة الإمارات في الأذهان، بعدما لعبت دورًا بطوليًا منذ انطلاق عاصفة الحزم في 2015، ومنذ ذلك العين ساهمت دولة الإمارات بشكل رئيسي في التصدي للإرهاب الحوثي ولعبت دورًا في الإجهاز على المليشيات الإرهابية.
وكان تحرير العاصمة عدن أحد الشواهد الكبيرة على جسارة الجهود الإماراتية، وفيها ارتقى أول شهيد إماراتي مدافعًا عن عاصمة الجنوب من الكهنوت الحوثي، وهو الشهيد العقيد عبدالعزيز الكعبي الذي ارتقى داخل عربته بجانب البطل الجنوبي أحمد الجحوشي.
والشهيد الكعبي يُروى عنه أنه كان أحد أفضل الضباط الإماراتيين، وقد تقدّم الصفوف الأولى منذ معركة رأس عمران، كما نفّذ أول عملية نزول بري في العاصمة عدن.
وشاركت الإمارات بأكثر من 1300 طلعة جوية شاركت فيها لدعم القوات الجنوبية، بالإضافة لأكثر من 15 ألف جندي شارك معهم أبناء الإمارات في الجنوب وفي اليمن أيضًا ما ساهم في تحقيق انتصارات عديدة ضد الإرهاب الحوثي.
القوات الإماراتية كانت تتقدم الصفوف الأولى للمعركة وتوزع جنودها على كل مدرّعة، وهو ما أربك صفوف المليشيات الحوثية وحقّق نجاحات عسكرية كبيرة في الجنوب وتحديدًا في العاصمة عدن.
ارتقاء شهداء الإمارات في الجنوب جعلت الدماء مختلطة، وهو جعل مكانة الإمارات في قلوب الجنوبيين كبيرة، وقد حرص الجنوبيون على تنظيم فعاليات شعبية في أكثر من مناسبة لتوجيه رسائل شكر لدولة الإمارات على جهودها المقدرة.
إغاثيًّا أيضًا، لعبت المؤسسات الإنسانية الإماراتية دورًا مهمًا في دعم الجنوب في ظل المعاناة التي يواجهها شعبه منذ فترة زمنية طويلة، بينما هيئة الهلال الأحمر التي تباشر حاليًّا أعمال توزيع مساعدات رمضانية في مناطق عديدة في الجنوب، وكذلك في اليمن.