البؤر الاستيطانية اليمنية.!
سباق محموم لشراء الاراضي في هذه المنطقة الزراعية والاثرية والتي تعد من اخصب الاراضي على مستوى الدلتا، وأيضا من المناطق الاثرية التاريخية التي شهدت بناء دول وممالك قديمة لازالت اثارها شاهدة على عبق التاريخ، لهذه المنطقة، التي اصبحت تنتشر فيها عدة مخيمات لنازحين او مستوطنات على شفا وادي حسان الذي يحد المنطقة من جهة الشرق حيث تجد هناك حركة للمنظمات التي تقدم كل الدعم لهؤلاء النازحين من غذاء وخدمات لم يكونوا يحلموا بها يوما، وليس بعيد هناك ايضا اقامة بؤرة استيطانية كبيرة وبدعم خفي ومخطط كبير بكل ما يلزم من مدارس ومستشفيات وشوارع على ارض تقدر بمئات الافدنة والتي لا يعلم احد من اين اتت تلك الاموال لشراء تلك الارض والتي هي في قلب المنطقة والعجب ان يكن مركزها هو نفس مركز المنطقة الاثرية، كأن الايام تدور ويعود بناء مملكة جديدة على انقاذ تلك المملكة التي اصبحت اثر بعد عين.
التاريخ يعود من جديد لتشييد مدينة في نفس المكان لكن بطريقة اخرى وعندما تتأمل في هذه المستوطنات التي تنشأ اليوم في القريات ستجد انها على ضفتين الضفة الشرقية التي تمثل وادي حسان والضفة الغربية التي تمثل وادي بناء فالمستوطنات تكاثرت بالقرب من باجدار وباشحارة وايضا المستوطنات التي ذكرتها في البداية على شفا وادي حسان، اذن المشروع كبير ومخطط له ومرتب بعناية تغيير ديمغرافي لسكان واستقدام سكان جدد ،سبحان الله وكأنه مشروع بناء دولة جديدة على ارض جديدة فاذا كانت هناك القدس والضفتين الشرقية والغربية وغزة فإذن هنا القريات والضفتين ايضا موجودة، فالمشتري شخص والممول جمعيات كبيرة مثل الجمعيات التي اشترت هناك في فلسطين لكنها وضعت وكيل عنها يشتري وهنا ايضا وكيل يشتري فالعلاقة بين المشروعين واضحة هو افراغ البقعة الجغرافية من سكانها الحقيقيين واستبدالهم بسكان من اشتات الأرض ليسكنوا في الوطن الجديد ليبنوا دولة جديده لها نظامها الخاص.
لهذا وجب علينا ان ندرك الخطر الكبير الذي سيدمر الهوية الجنوبية مستقبلا، هناك اموال تضخ من جهات مجهولة بشكل كبير لتنفيذ هذا المخطط وما يقوم به الوكيل اليوم في القريات من تدمير قنوات الري وطمس معالم المنطقة الاثرية ماهو الا بداية قيام الدولة الجديدة والتي لها قانونها الخاص ودستورها المعد فلهذا لاتعضوا على الانامل عندما تجدون انفسكم مهجرين غدا في المنافي والشتات بعد ان بعتم ارضكم لجهات لم تعرفوا من هي اصلا ولا تندموا بعد لا ينفع ندم لانكم فرطتم في تربة وطنكم ،فلن تفيدك بعد ثورة اونضال او جهاد مادام بعت برضاك وقبلت بان تكون ضيف في وطنك وقد كنت انت صاحب الحق في وطنك
*- غسان جوهر