منبر يحكي زمن علم ورجال ...
«الأيام» .. تصعد أربعة منابر تاريخية ..في شبام منبر عمره أكثر من 780 عاما وثان في قارة الصناهجة له أكثر من 750 عاما وثالث في قيدون نحو 600 عام (3-1)
تحت هذا العنوان اوردت صحيفة الايام الغراء في سبتمر 2008 ثلاث حلقات عن منبر مسجد شبام التاريخي بقلم الصحفي المبدع في حضرموت الزميل الحبيب علوي عبدالله بن سميط تحقيقا وافيا وشافيا حول هذا المعلم الديني والتاريخي لمدينة اسمها يمثل رمزا لتاريخ وحضارة وابداع .
شبوة برس - يعيد نشر الموضوع لأهميته :
أعيد تأهيله بعد إجراء الترميم عليه علميا وتقنيا بخبرات أجنبية عربية ومحلية، فما حكاية هذا المنبر؟
بقلم/ الاستاذ علوي بن سميط
منبر جامع شبام حضرموت - عمره أكثر من 780 عاما ، ويعود تاريخه إلى القرن السابع الهجري
يعود تاريخ منبر شبام إلى 643هـ بحسب ماهو محفور على أخشابه وأمر بصناعته وإهدائه إلى الجامع أحد ملوك بني رسول من عدن، وهو المنصور عمر بن علي رسول (الدولة الرسولية) وبحسب المعلومات التاريخية المؤكدة فإن ولاية المنصور لدولة بني رسول حتى 647هـ، أي أنه أمر بهذا المنبر قبل وفاته بسنوات قليلة.
وتؤكد كثير من المصادر بأن هذا المنبر صنع في عدن أو الشحر على يد أحد النجارين واسمه أبوبكر العطار (مكتوب اسمه على المنبر) وبعث به إلى شبام، وبالطبع مفكك الأوصال وتم تركيبه في عهد السلطان عبدالرحمن بن راشد (سلطان على الشحر وأجزاء حضرموت)، ويعد هذا المنبر تحفة فنية إسلامية من حيث الشكل أو الفنيات والأعمال والنقوش المحفورة عليه..
ظل المنبر يؤدي وظيفته حتى تم تجديد مسجد الجامع بشبام.
ولربما يكون أقوى وأكثر زمنا من بين المنابر في عموم حضرموت والجنوب فمنذ 643هـ وحتى 1427هـ بقي المنبر واقفا صامدا أمام تقلبات الطبيعة والزمن، وبالطبع فإن ترميمات جرت عليه خلال تلك الفترة الطويلة (سبعة قرون)، ولعل أهم الترميمات جرت لمنبر شبام قبل ثلاثة قرون.
ويعد هذا أطول زمن لمنبر يؤدي وظيفته المسجدية في مدينة تاريخية والأقدم حتى الآن، كمنبر على مستوى حضرموت والجنوب
وقد حفظ في طرف المسجد وذلك أثناء اعمال الترميم التى تمت بالمسجد عام 96 م بعد انهيار جزء منه وبناء منبر جديد للمسجد
بعد أن صعد عليه علماء ومصلحون وحكام وخطباء منذ القرن السابع الهجري وحتى القرن الخامس عشر الهجري.
وقد اجرى مراسل صحيفة الايام العدنية علوي بن سميط حوارا بعد بدء الترميمات مع الاستاذ .جمال الجابر الذى استقدمته اللجنة الألمانية المشرفة على الترميمات بالمدينة حول كيفية أعمال الترميم، خصوصا وأنه مضت سنتان ولم ينته الترميم بعد (الحديث العام الماضي مسجلا) قال الجابر:
«مثل هذه الأعمال ليس من المعقول أن تعمل لتجديده في شهرين مثلا، ومنبر شبام متميز جدا وفيه طريقتان للعمل.
الأولى: المتابعة ما إذا كان هناك شيء ناقص، والطريقة الأقوى والأهم والعلمية والمنطقية أنك تأخذ التفاصيل وتحللها.. البداية كانت أننا بدأنا بعملية تطهيره من الحشرات، لأنه بحالة فيزيائية كثير سيئة نتيجة فقدان جزء من المواد السيولوزية الموجودة بداخله».
عما إذا وجدت على المنبر إضافات أثناء الترميم أجاب:
«أضفنا قطعا خشبية جديدة نلصقها بمواد طبيعية ونربطها بخشبة عمرها يزيد على سبعمائة عام، خشبة أصلية في المنبر، إذن هذه القطع الجديدة بحاجة إلى وقت لجفافها وتأقلمها».
ويقول: «في الأول أيضا تم تجميع المنبر وطلاؤه بمادة طبيعية اللبان اسمها (دامار)» وكان ذلك في 2005م
* يتبع
أعمال الترميم والصيانة
أعادة وتجديد الاشكال الهندسية والنحت الى حالتها الاصيلة