اتفاقية ميونيخ 1938 واستفتاء دونتيسك 2022

2022-10-01 08:02
اتفاقية ميونيخ 1938 واستفتاء دونتيسك 2022
شبوه برس - خـاص - عتـــق

في عام 1938 عندما كانت ألمانيا هتلر تشعر بالغبن من نتيجة الحرب العالمية الأولى، كانت تتوهم ان أمنها القومي في خطر وإن بعض دول الجوار تشكل خطرا وجوديا عليها.

لذلك عمل هتلر على توقيع معاهدة أو اتفاقية مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لضم منطقة (السوديت) إلى ألمانيا، وكان هذا الهدف الرئيسي للمعاهدة الا ان الأطراف الأخرى اقترحت ان يتم تقسيم تشيكوسلوفاكيا بين المجر والمانيا وبولندا. وتم توقيع الاتفاقية التي حضيت بانتقادات شديدة خاصة في بريطانيا عندما انتقد ونستون تشرشل سياسة رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلاين ووصفه بالضعيف والغير كفؤ.

بعد أقل من عام في 1939 غدر هتلر بهم واحتل بولندا وبدأت الحرب العالمية الثانية.

في 2022 بدأت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأخذت تتوسع حتى وصلت لإعلان الحرب من جانب روسيا على أوكرانيا ودخول الجيش الروسي إلى مناطق الحدود الناطقة بالروسية بحجة مساعدتهم ومنع ظلم القوميين الأوكران لهم.

وما ان دخلت القوات الروسية حتى أعلن قيام جمهوريتين واعترفت بهما روسيا فوراً.

قبل يومين أعلن عن استفتاء بالانظمام إلى روسيا أو البقاء مستقلتين! طبعا نتيجة الاستفتاء محسومة لصالح الانظمام إلى روسيا.

هنا يوجد رابط بين ماقام به هتلر عام 38م وما يقوم به بوتين اليوم، إذ ان كلاهما يشعران بأن امنهما مهدد وإن اقتطاع جزء من دولة جارة واجبارها على التحييد سيحل المشكلة!!

في الأولى عرفنا النتيجة وهي ان هتلر كان يريد ضم جزء من تشيكوسلوفاكيا باتفاقية واحتلال الباقي بالقوة.

في أوكرانيا كان بوتين يحاول تحييد أوكرانيا خوفاً من انظمامها إلى الناتو مما سيجعل المواجهة حتمية بينه وبين الحلف اذا انظمت اليه أوكرانيا؛ وهذا ما دعاه إلى الإسراع في دخول أوكرانيا وفرض أمر واقع على الغرب الذي اكتفى بالدعم عن بعد.

العالم مهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة وقد تكون نووية في حال استمر الصراع وخرج عن السيطرة.

روسيا ستكتفي بما تحت يدها من الأراضي الأوكرانية بشرط تحييد الباقي وعدم قبوله في حلف الناتو، لكن الأوكران لن يستسلموا وسيواصلون القتال لاستعادة ما اقتطعته روسيا من بلادهم، وروسيا ستضطر إلى محاربة أوكرانيا من جديد مما قد يسبب نشوب الحرب العالمية الثالثة المدمرة.

العالم يتوجس خوفاً مع ظهور زعامات الشعبوية الشوارعية في أوروبا لكن المطمئن للبشرية هو الأثر الكارثي على الدول النووية نفسها.

نسأل الله السلامة لنا وللبشرية جمعا.

عبدالله سعيد القروة

30 سبتمبر 2022

.