ارتخاء السعودية في الدفاع عن حلفائها

2022-10-22 03:09

خطر مستدام

نحذر شركات النفط الإمتثال لقرارات السلطة في صنعاء، والإبتعاد عن أي مساهمة في نهب الثروة اليمنية” .

نفذنا عملية تحذيرية بسيطة، وقادرون على شن المزيد من العمليات”.

من بيان القوات المسلحة الح وثية قبل لحظات ، للتذكير بأن النفط والغاز والشركات العاملة ضمن بنك الأهداف، ما لم يتم تمرير مطالب صنعاء بإقتسام عوائد الثروات والشراكة بالبنك المركزي، وكل الأوعية الضريبية المحلية والسيادية.

صمت السعودية يطرح إحتمالية إعادة جدولتها وتوصيفها للمخاطر ، حيث الداخل اليمني ليس ضمن خطوطها الحمراء ، وإن إرتخاء قبضتها في الدفاع عن حلفائها ، هو نتاج تفاهمات لتحييد الداخل السعودي عن أي مواجهات مرتقبة.

الح وثي يدرك ذلك ويعلم جيداً ان تنويع الأهداف وتوسيعها وتركيزها على المنشآت النفطية له ثمن باهض، لذا يصف بيان القوات المسلحة ضربات اليوم على حقل الضبة بالتحذيرية، لفرض الإمتثال في أخذ تراخيص دخول الموانئ النفطية الجنوبية من صنعاء، وليس من السلطة الشرعية ، وهذا بحد ذاته إنتزاع قطعة أُخرى من جسم الصلاحيات السيادية ، وإحداث مناقلة بقوة السلاح والأمر الواقع ،بين الح وثي كمرجعية تتخاطب معها الشركات والدول ، والشرعية كجهة مادون الإستشارية ،معزولة منزوعة الصلاحيات.

لن يوقف الح وثي بيانات التنديد ، مالم يستشعر بمخاطر نقله المعركة من الجبهات إلى آبار النفط وممرات التجارة الدولية ، وبأن هناك مروحة خيارات تنتظر مغامراته ، من ضمنها تكسير مفاصل قوته الإقتصادية ، وتجفيف منابع التمويل لآلته الحربية ، وليس هناك من هدف يجبره على التراجع ،وإعادة قراءة المشهد السياسي العسكري ، أكثر فعالية من التلويح بإسقاط إتفاق ستوكهولم ،وإنتزاع موانئ الحديدة من قبضته بالقوة الجبرية.

صحيح خيار كهذا سيدفع الأمور إلى نقطة الصفر، والعودة إلى المربع الأول حرب ، ولكن من غير عملية جراحية دقيقة وموضعية كهذه ، سيظل خطراً آخذاً بالتفاقم ،على الداخل اليمني والعالم والجوار.

طبعاً سيمرحل الح وثي إستهدافاته ،سيجعلها مقتصرة راهناً على الداخل وتحديدا جنوباً ،ولكنه على المدى المنظور والمتوسط لن يُخرج السعودية وأبو ظبي خارج مظلته الصاروخية، أو يقصيهما بعيداً عن بنك الأهداف.

الح وثي يعمل على منهج يفتقر للواقعية السياسية في التفاوض ، وتبادل المصالح والتنازلات المتوازنة من كل الأطراف ، هو يؤمن فقط بقاعدة صفرية أما كل شيء أو لاشيء، ومثل هكذا إدارة للصراع يستثمر في ضعف الموقف الدولي ، لن ينتج سلاماً مستداماً بل تسوية كل مخرجاتها تحمل عنوان:

التسوية لصالح الطرف الواحد، وهو ما يبرد حرباً راهنة لبعض الوقت ، ويؤسس لحرب تالية.

*- خالد سلمان

.