التمرد رقم 3

2023-01-06 11:53



التمرد يكاد يكون المنهجية الجديدة، للهروب من الحلقات التي تضيق من حول مراكز قوة ونفوذ الإصلاح في الشقين العسكري والمدني، فبعد تمرده على قرارات ترتيب أوضاع محافظة شبوة وإنتقاله من الرفض السياسي إلى العمل الإرهابي، بدعم القاعدة والتخاطب بلغة العبوات الناسفة ، وبعد رمي قرار مجلس الرئاسي بتغيير المحافظ العكيمي في أقرب مكب ورفض تسليم المحافظة ، تأتي حضرموت كثالث محطة في إظهار الإصلاح الممثل في المجلس ، القوة ورفض تمكين المعين أركان حرب المنطقة العسكرية من مباشرة عمله ، ورفض أبو العوجاء المقال وجنوده من أفراد المنطقة الأولى تمكين النهدي من دخول المعسكر ومباشرة مهامه بموجب قرار التعيين.

الوضع في حضرموت لا يشبه الجوف ، صحيح هو في أعلى درجات الإحتقان ولكنه يكاد شعبياً أن يكون محسوماً لصالح عدم تمديد بقاء المنطقة الأولى، وإخراجها بتظافر الجهد الشعبي الميداني مع إبقاء الخيارات الأُخرى على الطاولة.

الإصلاح يدرك أن المنطقة الأولى ومغادرتها منطقة الثروات والموقع الجيوسياسي لغير صالح حزبه، مقدمة ضرورية لإعادة رسم الاحجام السياسية، وترمي بتداعياتها على آخر معاقله ومركز سلطته في تعز ، لذا هو يقاوم حتى النفس الأخير في تعطيل تنفيذ القرارات الرئاسية، والإعلان الصارخ عن تمرده ليس على الشرعية وحسب ،بل وعلى التوافق الوطني ، ويصطف بالنتيجة في جبهة الح وثي لجهة إرباك المشهد العسكري ، والتحول إلى عصي في عجلة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية، برسم مهام ومسارح عمليات مواجهة العدو رقم واحد ،في ما تبقى من مناطق مهددة بالسقوط وفي كل الجغرافية اليمنية.

مبررات التمرد سيفضي إلى ذات النتيجة في حال تراخ مجلس القيادة، وعدم الدفاع عن قراراته بالصرامة الواجبة، حيث ستُشل فعالية هذه المحافظات ، وستبقى مراعاة حسابات جماعة الإصلاح أكبر من ضرورات إعادة ترتيب البيت الداخلي إستعداداً للتحرير.

مايقوي عود ويغلظ من تهور هذه الجماعات ليس اللجوء إلى الخطة “ب” بالإنتقال إلى حروب الإستنزاف عبر القاعدة ، بل قبل هذا وذاك ضعف مجلس القيادة حد التبعية والتماهي مع الإصلاح على حساب إستحقاقات الوطن.

مالا تعرفه هذه الجماعة أن حضرموت ليست الجوف كجيب نفوذ لهم ، ولن تكون في يوم ما ،دولة إخوانية مصغرة تشبه معقل حكمهم الفاشي الديني في تعز، ونأمل إستيعاب هذه الحقيقة قبل الإنجراف نحو سفك المزيد من الدماء مع إبقاء النتيجة واحدة:

لا بقاء لثلاثي الإخوان والإرهاب والمنطقة الأولى في حضرموت.

خالد سلمان