التشنج السياسي

2023-03-10 14:16



بقليل من الموضوعية وبكثير من الإنصاف لابد من الإعتراف أن التشنج السياسي ، والذهاب حد تدمير الآخر المختلف خارج إطار الواحد السياسي وداخله ، لا ينتج أجواء تساعد على توسيع قاعدة الإلتقاء بما لا ينسف القضايا المطروحة للنقاش ، ولا يستاثر طرف على المخرجات دون سائر الأطراف.

هيئة التشاور ليست دائرة من دوائر الإنتقالي، وبالتالي مطالبتها بإستيعاب كل تفاصيل المشروع السياسي للإنتقالي ، فيه كثير من الحدة والروحية الإلغائية لمشاريع وتصورات القوى الأُخرى.

صحيح القضية الجنوبية ينبغي أن تكون في قلب كل مشروع حل، وهي جوهر نجاعة التسوية ، إلا أنه لايمكن أن تتحقق بالصخب السياسي والتلويح بالتخوين ، والضغط على القوى السياسية الحزبية كي تتماثل معك وتكون نسخة طبق الأصل من برنامجك ، اي أن تلغي نفسها وتلتحق بركب الرؤية الواحدة.

تحقيق مثل هكذا أهداف تكرس القضية الجنوبية كمفتاح للحل وفي صلب المفاوضات ، تتطلب المزيد من الإنفتاح على الآخر المختلف والبحث معه عن مشتركات ، وتوسيع أرضية الحوار خارج لغة الجغرافيا والإستقواء ، وتنمية التوافقات بصبر وطول نفس وبلا أحكام مسبقة ، ومن غير الإدعاء بإحتكار الحقيقة بشقيها الوطني السياسي أو الديني العقائدي ، الحوار المنفتح وحده من يجعل من التوافق خارج ذهنية المؤامرة ، آلية تسوية لجميع القضايا وفي المقدمة قضية الجنوب بلا إلتفاف حول عدالتها أو إنتقاصاً منها.

مرة ثانية للإنتقالي برنامجه وللقوى الأُخرى المدنية ونؤكد على المدنية ، غير الإقصائية برامجها ، وبالحوار يمكن الوصول إلى حلول للقضايا العالقة ومنها قضية الجنوب ، جذر التسوية وحجر الزاوية في معمار كل حل .

خالد سلمان

.