المصالحة السعودية الإيرانية ستؤدي إلى حرب أهلية في اليمن والجنوب العربي

2023-04-29 03:09
المصالحة السعودية الإيرانية ستؤدي إلى حرب أهلية في اليمن والجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن


المصالحة السعودية الإيرانية من شأنها أن تعقد من خطورة الأزمة اليمنية، و سوف تؤدي قطعا إلى حرب أهلية واسعة النطاق، خصوصا إذا تم تجاهل موقع و مطالب الجنوبيين في المعادلة الجديدة

على قيادة الانتقالي ان تكون مرجعيتها الارض والشعب الجنوبي الصامد التواق الى الحرية وارواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ساحة الوغى من أجل استعادة الدولة في الجنوب، عدا ذلك ستكون قد خانت العهد الذي قطعته مع الشعب الجنوبي

ما لا يقل على ثمان سنوات و نصف و السعودية تدعم ما تسمى بالشرعية التي أضحت تعرف بشرعية الفنادق في الرياض ، و في ذات الوقت دخلت السعودية في إطار ما يسمى بدول التحالف في معارك و فشلوا في زحزحة الحوتي الذي أضحى يتحكم في مقاليد الحكم في شمال اليمن، بل يتمتع الحوتي باعتراف ضمني من المنتظم الدولي و في مقدمته الأمم المتحدة

بعد مرور زهاء عقد من الزمن أقرت الرياض ضمنيا فشلها في طرد الحوتي و القضاء على شرعيته في صنعاء، و هذا من خلال توقيع اتفاقية المصالحة مع النظام الايراني الداعم الأساسي و الإيديولوحي للحوتي.

تطور خطير يؤكد بفعل الملموس فشل الرياض عسكريا و ديبلوماسيا في حربها ضد الحوتي.
ثمان سنوات و نيف و الحكومة السعودية تدعم ماديا و ديبلوماسيا شرعية الفنادق المستقرة في الرياض، و لوجستيكيا جيش يعرف بجيش الشرعية دون جدوى

خطورة الوضع الحالي في اليمن ككل و بالتحديد في المحافظات الجنوبية تتجلى فيما يلي :
-
كون أطماع الحوتي تتجاوز شمال اليمن و قيادته تدرك أين تكمن ثروة اليمن و سيسعى للوصول الي الجنوب
-
تطالب القيادة الحوتي برحيل كامل لكل القوات الموجودة حالياً بامتداد الجنوب من باب المندب وعدن وحضرموت والمهره ، و إذا أخذنا بعين الإعتبار الكمية الهائلة للأسلحة التى يمتلكونها وكذلك عدم التزام الشماليين على مر السنين بالعهود والاتفاقيات.

لهذا السبب السؤال الذي يطرح نفسه بحدة ماذا سيحصل لو غادرت القوات السعوديه والاماراتيه ؟؟؟؟،
-
ليست هناك حرب بين القوات الجنوبية و قوات الحوتي ، ولكن تقع اشتباكات بين الفينة والاخرى خصوصا في المناطق الحدودية (حريب وبيحان بمحافظة شبوه الجنوبيه) كما تحصل أيضاً اشتباكات أحياناً بالمنطقة الحدوديه بيافع منطقة الحد ،وكذا بالمنطقة الحدوديه بالضالع ..

- على الرغم أن القوات الحوثيه لا تستولي على اي منطقة جنوبية ولكن هناك قطعا قنابل موقوتة وتتمثل في وجود المنطقة العسكرية الاولى بوادي حضرموت ومعظمهم من ابناء اليمن الشمالي وكذا قوات شماليه تتمركز بمحافظة المهره و هي محافظة حدودية مع سلطنة عمان، لذلك هناك احتمال وارد أن تتحالف هاتان القوتين مع قوات الحوتي في حال حدوث اي اشتباكات بين القوات الجنوبية والحوثيين بوادي حضرموت والمهره.
لهذا وذالك خطورة الوضع الامني و السياسي و الديبلوماسي في المنطقة نتيجة للتقارب السعودي الإيراني تستدعي أكثر من أي وقت مضى إعادة هيكلة و مواقف المجلس الانتقالي الجنوبي يشمل قيادات أعضاء مجلس الرئاسة لإعطاء نفس جديد و دينامية جديدة تواجه خطورة مرحلة ما بعد المصالحة السعودية الايرانية…

الهيكلة المتوخاة تركز على إخراج الشعب الجنوبي من الواقع المزري الذي لايطاق، كما تعمل على إزاحة القيادات التي ساهمت بشكل أو بآخر على الموافقة و دعم بعض الإتفاقيات التي لم تخدم القضية الجنوبية و من ضمنها اتفاقية الشراكة مع حكومة ما تسمى بالشرعية واتفاقيات الرياض التي ظلت حبرا على ورق, و في ختام المطاف اتخاذ موقف من التقارب بين الرياض و طهران الذي لا يجب ان تكون مقتضياته على حساب تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته

و لعل بيت القصيد يتجلى في كون الممثلين لإرادة الشعب الجنوبي (الانتقالي) التمسك بالإستقلال وإستعادة دولة الجنوب، وأخطر خطأ قد يرتكب إذا تمت الموافقة على خيار أجراء أستفتاء على شعب الجنوب


*- .توفيق جزوليت.. أستاذ قانون دولي المغرب العربي