وجهت وزارة الاوقاف المصرية المصلين الى الاجتماع بعد صلاة الجمعة غدا ان شاء الله تعالى لاعلان محبة المصلين لنبيهم بالصلاة عليه جهرا لعدة دقائق.
ولاشك ان الصلاة عليه مامور بها لقوله تعالى{﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]
والذى احب أن أشير إليه هنا هو معنى الصلاة على النبى فالمشهور هو مجرد ان تقول اللهم صل عليه بناءا على الحديث الوارد فى سنن النسائى: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
فقول الراوى السلام عليك قد عرفناه يقصد انه يسلم على النبى فيقول السلام عليك ولو كان هذا صحيحا لقال الله: وسلموا سلاما لكن الله قال: وسلموا تسليما فالتسليم هنا بمعنى الطاعة والانقياد ولو نظرنا الى السياق الذى ورد فيه الامر بالصلاة على النبى لوجدناه قد ورد بين إيذائين للنبى الاول قول { وماكان لكم ان تؤذوا رسول الله والثانى قوله {ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا}.
وبناءا عليه فالصلاة الفعلية المثمرة على النبى تكون بدفع الأذى عنه وجلب الخير إليه ومعلوم أن دفع المضار مقدم على جلب المنافع فهل يمكن لوزارة الاوقاف ان تجعل يوما لدفع الاذى عن النبى فتصرح بانه لم يسحر وانه لم يتزوج بطفلة قبل البلوغ وانه لم يقتل مرتدا طالما انه مسالم وانه لم يصرح لرجل بالغ ان يرضع من امرأة حتى يدخل عليها كانها أمه إلى غير ذلك مما رمى به النبى وهو بريء منه تلك هى الصلاة الفعلية عليه
ومعلوم ان لله تعالى صلاة خاصة على النبى وله صلاة عامة على المؤمنين كما ورد فى نفس السورة {﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا ٤٣ ﴾ [الأحزاب: 43] فهى ليست كلام وانما اخراج من ظلمات الجهل الى نور العلم فكذلك ينبغى علينا ان نخرج نبينا من اى نقيصة رماه بها اعداؤه الى ماوصفه الله به{﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤ ﴾ [القلم: 4]
*- الشيخ طارق نصر ـ القاهرة
.