دعوة صادقة للتفّكر.. وفي أنفسكم أفلا تبصرون

2023-06-10 10:50
دعوة صادقة للتفّكر.. وفي أنفسكم أفلا تبصرون
شبوه برس - خـاص - القاهرة


*
علماء الطب يقولون إن فتحة الحنجرة تم تقديرها تقديرا دقيقا جدًا..
فلو كانت زادت أكتر من حجمها الطبيعي كان الصوت سيختفي، ولو ضاقت كان التنفس سيكون صعب، فإما يكون التنفس مريح ويختفي الصوت، أو يكون الصوت واضح والتنفس صعب، ولكن ربنا قدرها بمقدار يتناسب مع الاثنين، (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) سورة النمل.

*
ولو الرؤية زادت عن حدها الطبيعي كانت حياتنا ستكون جحيما، حينما تنظر لكاس المياه الذي تشربه فترى المياه شفافة وصافية ورائقة، لكن إن زادت قوة البصر كنت سترى بالكاس كائنات حية وجراثيم ولن تملك القوة إنك تشرب مياه بها كل تلك الكائنات والشوائب، (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) سورة القمر.

*
وإذا ما زادت قوة السمع وارتفع مستواه أكتر فإن ذلك سيفقدك القدرة على النوم، لأنك كنت ستسمع الأصوات كلها، حتى صوت الجهاز الهضمي في معدتك، كنت ستشعر إنه معمل كبير يعمل بداخلك ومستحيل كنت ستستطيع أن تنام.

*
ولو حاسة اللمس زادت كنت ستشعر بالكهربا الموجودة حولك وحياتك كانت ستتحول حرفيًا إلى جحيم.

ربنا -سبحانه وتعالى- قدر لنا السمع بمقدار، والبصر، واللمس، وخلقنا في أحسن تقويم،

فقط لنقف في خشوع أمام معجزة خلق الإنسان ونتدبر، بعيدًا عن الكون الفسيح وكله معجزات عقلك مستحيل يستطيع أن يستوعب قدرها.
وفي النهاية واحد يلــحد بالله ويشكك في وجوده...! (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) سورة الذريات.
منقول مع بعض التصرف


*- مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث مسلم

القاهرة