يا شيخ محمد انا لم أهرب وتحدثت معك بحقائق أنت أكثر من يعلم صدقها ولكن أنت من حاول تسويق الأكاذيب والمغالطات وهذه طبيعتكم والمصيبة انها أكاذيب مغلفة بالدين ، سأرد على بعض النقاط التي ذكرتها في ردك منها : - تقول إن الوحدة تمت بموافقة القيادتين والشعبين وهذا كذب لان الوحدة لم تتم بموافقة شعب الجنوب بل تمت بين البيض وعفاش وليس للجنوبيين علاقة بها ، تقول أن الجنوب أحوج للوحدة لإن وضعه أسوأ من اليمن وكان يشهد كثير من الصراعات المناطقية وانا أقول لك نعم شهد الجنوب صراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وانقلاب عسكري في ١٩٧٨ ضد الرئيس الشهيد سالمين وصراع في ١٩٨٦ وكان الحكم حكم شمولي له سلبياته وإيجابياته ولم يكن هناك إنفتاح إقتصادي ولكن فترات الصراع الجنوبي كانت تحسم خلال أيام ويتجاوز الجنوبيون الأزمة ويتعايشون بسلام إخوة وشركاء في إدارة وبناء بلدهم تجمعهم عقيدة واحدة وثقافة واحدة وعادات وتقاليد متشابهة ، لم يعمل طرف على تجريف هوية وثقافة الأخر أو الإخلال بالتركيبة الديمغرافية لمنطقة أخرى لم يكن هناك طرف يعمل على زرع الفوضى والإرهاب لتصفية حسابات مع طرف أخر من اجل السيطرة على ارضه ونهب مواردها ، رغم كثير من الأخطاء ولكن كانت هناك دولة نظام وقانون في الجنوب كان هناك أمن وإستقرار كان التعليم في الجنوب من ضمن الأفضل في المنطقة وكان مجاني حتى الجامعة وتم القضاء على الأمية من خلال برنامج طويل تبنته الدولة ، كانت الخدمات الصحية مجانية ومتوفرة للجميع ، كان الجميع يساهم في بناء البلد ، مع شروق شمس كل يوم تشاهد العسكري ذاهب إلى معسكرة والطبيب إلى المستشفى والعامل إلى مصنعه والمدرس والطالب إلى مدرستهم والفلاح إلى مزرعته ، كان الجميع سعداء لا فروق طبقية او مادية أو مناطقية بينهم الجميع سواسية أمام النظام والقانون ، كل هذا إنتهى في ٢٢ مايو ١٩٩٠ وأصبح البديل في عهد وحدتكم المشؤومة هو قتال وصراع مستمر وإرهاب وفوضى أنتم من دعمها بتعاونكم مع نظام عفاش وأنت شخصياً كان لك دور في هذا وحزب الإصلاح بشكل عام من خلال جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية التي تغلغلتم من خلالها في كثير من المناطق الجنوبية وزرعتم أفكاركم المتطرفة التي أثرت على كثير من الشباب فأصبحوا عناصر ارهابية بفضل تعاليمكم المتطرفة وكان المؤتمر شريك في هذا ، حولتم الجنوب من دولة إلى غابة تفتقد جميع مقومات الحياة فأصبحت حياة الجنوبيين كابوس مستمر منذ ثلاثة وثلاثون عام دمر حياتهم وأحلامهم وفرحهم ومستقبل أبنائهم ، أخيراً تقول لم يكن في الجنوب شي حتى يتم تدميره والحقيقة أن الجنوب كان كان دولة مؤسسات وكان لدية كثير من المصانع والمنشآت الاقتصادية كل هذا تم تدميره ، دمرتم الجيش والأمن والتعليم وأكثر من أربعون مصنع تم تدميرها ونهبها دمرتم شركة طيران الجنوب اليمداء ، استوليتم على مئات المباني الحكومية وأصبحت أملاك شخصية لقيادات عسكرية وسياسية وشيوخ قبائل يمنيين ينتمون للمؤتمر والإصلاح ،،، الخلاصة يا شيخ محمد ان الجنوبيين شهدوا ثلاثة صراعات حسمت خلال أيام واليوم يعيشون حرب مستمرة منذ قيام الوحدة دمرت بلدهم وقتلتهم وشردتهم ونهبت ممتلكاتهم مع العلم ان اليمن شهد فترات صراع أكثر بكثير من الجنوب ، أنقلاب على السلال والارياني واغتيال الغشيم والحمدي وحروب المنطقة الوسطى التي أستمرت تقريباً خمس سنوات وتصفية القيادات الناصرية وحروب صعدة الستة والانقلاب على نظام عفاش في ٢٠١١ واغتياله في ٢٠١٧ وسيطرة جماعة ارهابية إيرانية متطرفة على نظام الحكم في اليمن ومن خلالها تم القضاء على الجمهورية وإعادة اليمن الى النظام الامامي ليعود اليمنيين إلى الجهل والفقر والمرض والتشرد والشتات الداخلي والخارجي ، نسال الله أن يصلح حال اليمنيين والجنوبيين ويستعيد كلاً بلده ويتعايشون في سلام أخوة متجاورون بعيداً عن تجار ألدين والتطرف
*- العميد خالد النسي ـ محلل سياسي وعسكري