هل الإرهاب في الجنوب مصلحة مشتركة يعمل الجميع على إبقاء جذوته مشتعلة، خارج توحيد الجهود لتجفيف منابعه وإغلاف ملفاته الدامية؟
الحقيقة كل المؤشرات تتجه نحو الإجابة بنعم، فالحكومة الشرعية لا تقدم الدعم المادي لمكافحة الإرهاب، ناهيك عن الإنخراط العسكري في مكافحته، بل على العكس من ذلك فهي توفر له الملاذات الآمنة ، وتغطيه رسمياً في حضرموت المنطقة العسكرية الأولى ، والحشد الشعبي الإخواني في تعز وتمدد مسمى تشكيل المقاومة الشعبية ضد الجنوب بإتجاه معاقل الإنتقالي ، وحماية فلول أمجد خالد ، المدرج معسكره ضمن موازنات وزارة الدفاع والدعم السعودي ، في ما هو يرفع شعار إحراق عدن وإغراق شوارعها بخلايا الموت ومفخخات الإرهاب. .
الحوثي هو الآخر يجعل من مناطقه المسيطر عليها، منصات إيواء وإنطلاق ويضخ في جسم الإرهاب الأسلحة النوعية ، ويوفر الخدمات اللوجستية، لتحقيق غايتين الأولى إضعاف القوات الجنوبية والحد من فاعليتها، وهي القوة الوحيدة في معادلة الصراع، التي تتصدى لمشروعه وتواجهه عسكرياً في عديد الجبهات.
والهدف الآخر إبقاء الإرهاب المسيطر عليه ورقة حوثية، لتبرير محاولات إجتياح الجنوب ثانيةً ،تحت ذات المبرر مكافحة الإرهاب.
السعودية بدورها غير منخرطة في مكافحة القاعدة في الجنوب، وفي خط موازٍ تذهب بعيداً في الضغط على تماسك القوات الجنوبية وإضعاف سيطرتها، عبر تخليق المملكة لكيانات تؤسس لإحتراب إجتماعي قبلي مسرحه الجنوب، في ما الولايات المتحدة لم تعد نشطة بذات القدر ،في تعقب رموز القاعدة وتحييدهم بالقوة.
النتيجة أن الإنتقالي يخوض منفرداً الحرب ضد القاعدة، وفي ظل توافقات غير معلنة بين جميع الأطراف ضمن خط ناظم :
دعوه يمر، دعوه يغرق ، دعوه ينزف قوته حتى أقصى درجات الضعف ، قبل الإنتقال إلى تسوية الإلغاء للقضية الجنوبية، ومحاصصة الإقتسام وإعادة تحديد ورسم خارطة النفوذ في اليمن.
*- خالد سلمان