قال كاتب سياسي أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي "البديوي" لم يأتِ وسيطاً بل داعماً لمواقف بقية الأطراف من داخل الرئاسي وحتى الحوثي من شطب القضية الجنوبية، وإلحاقها عنوة ضمن وفد الشرعية لا كقضية مستقلة لها خصوصيتها وإطارها الخاص بل كسطر يتوه بين حزمة ملفات متعددة متداخلة متشابكة.
وقال الكاتب "خالد سلمان" في موضوع تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منه وجاء نصه:
زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي، وضعت في نطاق من التكهنات حول أبعادها توقيتها دلالاتها ، ولكن ما أن أعلن موقف مجلسه في تصريح له من معاشيق حتى تبددت تلك الآمال من وساطة لرأب الصدع بين مجلس الرئاسة والحكومة والإنتقالي ، وخاصة فيما يتصل بموقع القضية الجنوبية في سياق المفاوضات النهائية المحتملة.
البديوي لم يأتِ وسيطاً بل داعماً لمواقف بقية الأطراف من داخل الرئاسي وحتى الحوثي من شطب القضية الجنوبية، وإلحاقها عنوة ضمن وفد الشرعية لا كقضية مستقلة لها خصوصيتها وإطارها الخاص بل كسطر يتوه بين حزمة ملفات متعددة متداخلة متشابكة .
إعلان البديوي مجدداً من داخل قصر معاشيق تأييده لحل يقوم على المرجعيات الثلاث، وتأكيده على حرص مجلس التعاون الخليجي على وحدة الأراضي اليمنية ، هو إسقاط لكل التكهنات وإعادة توكيد المؤكد ، من أن هذه الدول ترمي بثقلها السياسي المالي الدبلوماسي، لصالح طرف الحوثي محلق به الشرعية ،وأن القضية الجنوبية خارج كل الأجندات المطروحة والأفكار المتداولة.
حين يتحدث البديوي فهو لا يعبر عن موقف دولة ويستثنى أُخرى، بل يتحدث عن موقف جمعي موحد للدول الست، ما يعني أن حرباً ضروساً ضد الجنوب كقضية سياسية عادلة ومستقلة، تُشن بلا هوادة، وتنتقل من القنوات الدبلوماسية المغلقة إلى التصريحات الرسمية المعلنة.
إجمالاً البديوي لم يأت وسيطاً بل داعماً لموقف خليجي موحد يبدأ من داخل الرئاسي وحتى صنعاء ضد الإنتقالي مشروع وكيان.
إذا كانت الدول الخليجية الست مع وحدة اليمن والمرجعيات الثلاث ، فإننا أمام خطة عزل وإضعاف أهم حامل للقضية الجنوبية، تبدأ من تفريخ المكونات البديلة كما يراد لها عن الانتقالي أو مناصفة له بالتمثيل ، وتنتهي بالسياسات الرسمية المعلنة التي تظهر المواقف بما لا يحتمل التأويل.