مصطلح الحل العادل للقضية الجنوبية مفهوم وصياغة ضعيفة وقد قيل هذا المصطلح في الحوار الوثني عفوا الوطني بصنعاء، والأقلمة هي أول مخرجات هذا الحل العادل كما يراه المنتفعون من الجنوب والمنافقون في حلهم الغوعائي.
كما أن مصطلح حق تقرير المصير والمشاركة في حوار شامل، حديث ممجوج ومرجوج في ظل بقاء القوات اليمنية مهيمنة على حماية قطاع النفط الجنوبي في حضرموت، وتلاعبها عسكريا واقتصاديا بالجزء الشرقي الأكبر مساحة وثروة، فلا حوار يسبق ترحيل القوات الشمالية أولا إلى حدودها.
ثم أن حذلقة وحرفنة المبعوث الأمريكي بقوله : “لابد من حق تقرير المصير للجنوب”، مقولة قد رردها المنتفعون الشماليون وهو بذلك وكيل لاطروحاتهم، فقد قالوها وكلهم ثقة بعد أن تمكنوا من ادماج 8 مليون شمالي في التركيبة السكانية للجنوب، حتى صار السواد الأعظم منهم يحمل الهوية الجنوبية، وصلة الزواج والقرابة بهدف تثبيت هدف الوحدة المشئومة، وبالتالي ترحيل النازحين وأصحاب الهوية الشمالية مسألة لابد منها ديموغرافيا.
الصواب دائما أن نركز على المفاهيم والمصطلحات بعناية فائقة خاصة وأن القضية الجنوبية قضية شعب وأرض ووطن، ليست قضية استمرار لعبة المناصب والكراسي الموسيقية ورقعة الشطرنج، وبالتالي وبناء على ماتقدم نقول :
– نرى أن مفهوم حق تقرير المصير لايقال ولا يعطى ولاينطبق إلا على الاقليات في إطار الدولة الواحدة ولن يتحقق تقرير مصير للجنوب و8 مليون يمني شمالي ممن ينتحلون الهوية الجنوبية سيصوتون لبقاء الوحدة أو الاقلمة.
– يجب على ساستنا وقادتنا أن يتعلموا منهجيات السياسة وأن يفرقوا بين الغث والسمين منها، فالقضية الجنوبية قضية دولة أتحدت مع دولة أخرى.
– بعد 4 أعوام فقط من إعلان الوحدة بين الشعبين الشقيقين، تكشف ظلم هذه الوحدة وعدم وجود توازن ولو نسبي، من النواحي الجغرافية، والسكانية، والاقتصادية.
وبناء على هذه الحقائق الساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار، فإن حل القضية الجنوبية لن يتاتئ بحوار وثني تتشعبك وتتلاقح فيه المؤثرات السياسية من أحزاب وشيع وطوائف ومكونات وهويات مزيفة لايمكن أن يكون او أن يتحقق ذلك.
إلا بالحوار الندي ممثل شعب وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أمام ممثل دولة وشعب الجمهورية العربية اليمنية.
فلابد من التمسك بهذا المبدأ السيادي تحت مفهوم استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن، غير ذلك تسويف وعبث سياسي.
نأمل من قادتنا وساستنا أن لايجعلوا من انفسهم ومن شعبهم ودولتهم حقل تجارب للآخرين.
عليكم الثبات الثبات الثبات على الحق ولن يكون إلا هو الغالب بإرادة الله وارادة شعب الجنوب.
*- بقلم /د. صلاح سالم أحمد