النزاعات بين العرب السبب في خراب أوطانهم!

2023-09-25 23:00

 

والسؤال المطروح : هل ما ينزل اليوم من كوارث وحروب دمرتنا هو عقاب منزل من الله علينا بسبب ما يجري من ظلم وقتل وتدمير لبعضنا في اليمن وخلافات في العراق ولبنان وتونس وسوريا وحروب وتهجير وتجويع في السودان وزلازل في المغرب وحرائق في غابات الجزائر وطوفان السدود في ليبيا ؟!!

وهل هذه الكوارث "الطبيعية " كما يقولون وحدها هي السبب فيما جرى ولا زال يجري في الوطن العربي ؟ ام ان السبب الرئيسي هي ذنوب الناس والعقاب هو من الله بسبب أعمالنا في القتل والحروب والنزاعات التي تجري كل يوم !!؟

ونتج  ذلك كله عن انعدام الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتناسلة  والصراع المستمر على السلطة  والدماء التي تنزف والشواهد على ذلك كثيرة

فالزلزال القويّ الذي ضرب مدناً وقرى في جبال الأطلس بالمغرب الشقيق وخلّف دماراً كبيراً وآلاف القتلى والمصابين، ثم تلا ذلك الإعصار الضخم الذي ضرب ليبيا الشقيقة وأدى إلى انهيار السدود ودمّر مناطق بكاملها وخلّف آلاف القتلى والمصابين والمفقودين عندما ابتلع البحر مدينة درنة ثم قذف بجثث أهلها إلى الشواطئ  إلى جانب فضائع أخرى كالتهجير والتشريد والتجويع والحصارات التي تشهدها مناطق كثيرة في دول عربية، بعد نحو عامين من جائحة كورونا التي خلّفت هي الأخرى آلاف الضحايا في الدول العربيّة كافّة دون استثناء.

العرب أمّة واحدة، الشعوب العربيّة كافّة تبتهج وتفرح، كالذي نجده عند تأهّل فريق أيّ دولة عربية في مباريات كأس العالم وغيرها، أو عند تحقيق أيّ فوز في تلك المباريات. 

وفي ضوء ذلك كلّه أتساءل: هل يحزن المتنازعون في أي بلد عربي على ما تحزن عليه الشعوب العربية مجتمعة؟ وهل يفرحون لما يفرح له العرب ؟

غير أنّ استمرار النزاعات والخلافات تؤدي إلى المزيد من الفواجع والمآسي من قتل وأسر واعتقال وتشريد وتهجير وتجويع وحصار وحرمان من سبل العيش الكريم يؤشّر الى عدم مشاركة المتسببين في تلك النزاعات والذين يديرون دفّتها لشعوبهم في أفراحهم وأتراحهم وعدم حرصهم على مصلحة أوطانهم.

إنّ الكوارث وسواها التي تأتي على غير ميعاد لها هي أولى بأن نستعدّ لمواجهتها بالرجوع الى الله والخوف من عقابه بدلا من الاستمرار في نزاعاتنا العبثية والمستعصية، كما أنّ الحروب والنزاعات الداخلية التي تجتاح كثيراً من الدول العربية وتهلك الحرث والنسل يجب أن يوضع لها حدّ ونهاية، ويجب توجيه الاهتمام إلى مواجهة الزلازل والفيضانات والسيول والأعاصير والحرائق والعواصف   والأوبئة والأمراض والمجاعات والاحتلال الخارجي بالأخذ بالأسباب بمحاسبة أنفسنا والعودة الى الله والخوف من عقابه في الدنيا والآخرة .

اليوم وبرغم الدمار والدموع والكارثة التي حلت على الأشقاء في ليبيا، وهذه الفاجعة التي أبكتنا جميعا من المحيط إلى الخليج، حتى اضطرب البحر واهتزّ بكل ما فيه وألقى بجثث العشرات إلى الشاطئ خزنا عليهم لا تقصيرا، ووفاء منه فهو لا يقبل أن يشارك في دفنهم بالسر وفي جنح الظلام.

بينما ما زال الفرقاء ومن يدعون أنهم رجال السياسة وصناع القرار يتبادلون الأدوار ويتصدرون المشهد إعلاميا فقط، ما زال صناع القرار يتبادلون الاتهامات ويرمون الكرة خارج مرماهم المهتز أصلا منذ سنوات، وأهل درنة لا بواكي لهم رغم حجم التحديات والمصاب...قدر الله نافذاً لا محالة، ولكننا أُمرنا بالأخذ بالأسباب والاستعداد له.

في الختام أقول المصاب جلل والحزن عميق في وطننا العربي الكبير ولا يسعني الا القول ، حمى الله ليبيا والمغرب وسائر بلاد العرب من الفتن وكان الله مع إخواننا الليبيين والمغاربة وكل المنكوبين في هذه الأمة .

د . علوي عمر بن فريد