الإرهاب مرة أخرى... جريمة باكستان بسبب هجر القرءان الكريم

اعلم ايها القارئ ان من هجر القرءان يكون قد أجرم فى حق نفسه قبل ان يجرم فى حق غيره من بنى الانسان والدليل على ذلك الجرم قوله تعالى {﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ ‌مَهۡجُورٗا ٣٠ وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا ٣١﴾ [الفرقان: 30-31]

وبسبب هجر القرءان واتباع ماقال فلان عن فلان،حدث بالامس تفجيران بباكستان، والتفجيران حدثا فى اناس قد اجتمعوا للاحتفال بالمولد النبوى، وقد سمعنا وراينا زعماء السلفية يفتون بان الاحتفال بالمولد بدعة والبدعة ــ فى عرفهم ــ امر منكر ولابد من تغيير المنكر باليد لمن استطاع اليه سبيلا

وبما ان امامهم ان لم يكن معبودهم ابن تيمية قد اباح قتل المبتدع فقد اصابوا بذلك السنة، ومن اقوال ابن تيمية فى ذلك كما فى مجموع الفتاوى:وَمَنْ كَانَ مُبْتَدِعًا ظَاهِرَ الْبِدْعَةِ، وَجَبَ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِ== وَالدَّاعِي إلَى الْبِدْعَةِ مُسْتَحِقٌّ الْعُقُوبَةَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَعُقُوبَتُهُ تَكُونُ تَارَةً بِالْقَتْلِ، وَتَارَةً بِمَا دُونَهُ، كَمَا قَتَلَ السَّلَفُ جَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ، وَالْجَعْدَ بْنَ دِرْهَمٍ، وَغَيْلَانَ الْقَدَرِيَّ، وَغَيْرَهُمْ

اما عن هجر هؤلاء للقران فقد قال تعالى {﴿وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ أَرۡبَابًاۚ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم ‌مُّسۡلِمُونَ ٨٠﴾ [آل عمران: }

فاذا كان الله قد نهى عن اتخاذ الملائكة والنبيين ارباربا من دون الله فكيف بمن من دونهم اربابا فالحلال ما احلوا والحرام ماحرموا، مع ما ورد عن نبينا الكريم انه قال: الحلال مااحل الله فى كتابه والحرام ماحرم الله فى كتابه ، وماسكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته، فاين استحلال هذه الدماء البريئة من القرءان؟

فماذا قال الله عن الكافرين  الذين هم اشد جرما من المتدعين

=فى ختام الزخرف{﴿وَقِيلِهِۦ يَٰرَبِّ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ لَّا يُؤۡمِنُونَ ٨٨ ‌فَٱصۡفَحۡ ‌عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ٨٩ ﴾ [الزخرف: 88-89]

فى ختام التوبة{﴿ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ ‌حَسۡبِيَ ‌ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ١٢٩ ﴾

والذين قاموا بالتفجير او بالموافقة عليه ذكرهم الله فى خواتيم الكهف فقال{﴿قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم ‌بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا ١٠٣ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا ١٠٥ ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ١٠٦ }

فهم قد كفروا بالايات واتبعوا الروايات فضلوا واضلوا.

*- الشيخ طارق نصر.. كبير الباحثين بالأزهر تخصص تفسير .. القاهرة