عندما كان الضمير عربي: ليلة القبض على الجاسوس الإسرائيلي "باروخ مزراحي" في عدن!!

2023-11-04 10:36
عندما كان الضمير عربي: ليلة القبض على الجاسوس الإسرائيلي "باروخ مزراحي" في عدن!!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

في الحادي عشر من يونيو 11 يونيو 1971م

انطلقت مجموعة من المتدربين تدريبا خاصا في معسكر جعار أبين فلسطينيين وياباني وألمانية عبر زورق سريع وقاذفات بتسهيل من رئاسة الوزراء وهاجمت ناقلة نفط إيرانية عند باب المندب متجهة إلى إسرائيل ، حينها بدأت الإدارة الإسرائيلية تشعر بعدم ارتياح تجاه أمن الملاحة القادمة إليها

 

وفي الأول من مايو 1972م كان رجل الأعمال المغربي أحمد الصباغ يصل إلى عدن بشكل مستمر وهو يعتبر رجل الموساد الخاص المعروف بأسم (باروخ مزراحي ) كانت زيارته الأخيرة هذة لمعرفة أين معسكر الجبهة الشعبية الذي يديره وديع حداد في شرق عدن، ويضع تقارير كاملة عنه وعن الساحل الغربي من عدن إلى الحديدة وقام بتجنيد فريق عمل يمني(خليه تجسس) ، كانت رئيسة الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير تشرف على هذة الخليه و تتابع باهتمام هذه العملية وكذا ايضا" رئيس الموساد، وفي ال 18 من مايو تم القبض على باروخ مزراحي زعيم الخلية من قبل جهاز الاستخبارات لجمهورية اليمن الجنوبية  الشعبية الجنوبية وتبين ان العميل مزراحي ليس مغربيا" وانما ينتحل الجنسية المغربية بجانب بعض جنسيات عربية اخرى

 

في يوليو من نفس العام طلبته الاستخبارات المصرية وأرسلت غواصة لإحضاره، حينها وصل وزير الخارجية الأمريكي السابق هينري كيسنجر إلى مصر لإقناع القيادة السياسية بترحيله إلى إسرائيل فرفضت وتمت محاكمته، بعد حرب أكتوبر 1973م طلب رئيس الموساد من وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان ادراجه ضمن تبادل الأسرى فرفضت مصر فهو جاسوس قبض عليه في اليمن وليس أسير حرب

 

 وفي رسالة من السفارة الأمريكية في مصر إلى تل أبيب تقول رجالكم الذين قلتم وجهازكم إنهم الأذكى في العالم قد تم القبض عليه في اليمن والآن ترفض السلطات المصرية الإفراج عنه.

 

هذة الأحداث تعيد بنا الذاكرة مجددا" للماضي والفرق بين الأمس واليوم ، الفرق عندما كان هناك ضمير عربي حقيقي استطاعت رئاسة الوزراء اليمنية في جنوب اليمن بتسهيل عملية فدائية لضرب ناقله نفط إيرانية متوجهه الى اسرائيل في ظل حرب بينها وبين مصر ، ونفس الأمر كان هناك موقف مشرف لجهاز المخابرات في عدن بتسليم أخطر رجل للموساد لمصر حيث جاء وزير الخارجية الأمريكي راكعا" يستجدي مصر للافراج عنه بصفقة تبادل اسرى فرفضت مما جعل السفارة الأمريكية ترسل برقية من مصر الى تل أبيب ساخرة منها ومن جهازها المخابراتي الذي زعمت إسرائيل انه الأذكى في العالم ، هنا تترجم المواقف لبطولات عندما يكون الضمير عربي وليس صهيوني منتحل الهوية العربية وكم معنا اليوم من اشباه باروخ مزراحي .

*- عاصم بن قنان

المراجع

رسالة السفارة الأمريكية

كتاب وديع حداد

صحف عبرية

صحف مصرية.

موسوعة رجال الموساد

صورة للجاسوس باروخ مزراحي