فساد التوظيف يفسد الوظيفة

2023-11-13 07:37

 

لا نعلم من أين نبدأ !! ليس لأننا عاجزون عن ذلك، بل لأن الخطب جلل والضرر حاصل.

أنظمة ودساتير العالم تحدد كيفية التوظيف ومتطلباته وتمنع التوظيف العشوائي، والسلطات في اي نظام في الدنيا اذا وظفت وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب ومنعت الوظيفة على من لا يستحقها.

مثلاً عندما تأتي بطبيب وتوظفه في ورشة ميكانيكا!! أو تاجر مواشي وتسند اليه إدارة مستشفى!! أو صاحب مطعم وتسلمه مركز شرطة!! وتطلب منهم انجاز مهامهم وإدارة دوائرهم! ماذا تتوقع منهم؟؟

 

وللأسف عندما تلقي نظرة على (معظم) ان لم يكن كل الموظفين (مدنيين وعسكريين) الذين تم تعيينهم بعد عام 199‪4  تجدهم (موظفين غير مناسبين في وظائف لم تكن لهم اصلاً)! طبعاً لا نعمم ولكن الأغلبية الساحقة منهم، هم هؤلاء تم توظيفهم بمحسوبية ومحاباة لأنه إبن الشيخ فلان أو ابن الصديق أو اخته أو عمته زوجة الوزير علان أو أنه من انصار الحزب الفلاني وهكذا..

كارثة وعبء على كاهل اي نظام، أكان موجود أو أي نظام سيأتي لأن هؤلاء لن يأتي منهم خير ولن يفعلوا شيئا يفيد الإدارات التي يديرونها.

 

وهكذا أصبح لدينا كم هائل من "المتوظفين" بالمحاباة والمجاملة ممن لا يحملون شهادات ولا مؤهلات ولا حتى خدمة عمل ولايفهمون العمل الإداري أو العسكري وجلهم لايحملون حتى شهادة الثانوية العامة!!

هذا الحال موجود في البلاد كلها ولكنه استفحل بعد انقلاب الحوثي وتدخل التحالف، لدينا في شبوة نصيب الأسد من هذه الكارثة.

نحن هنا لا نقلل من أي شخص بعينه ولانقصد فلان من الناس، لكن هذه أصبحت ظاهرة منتشرة ومتفشية وشملت أيضاً الجانب الأمني والعسكري وهذه بحد ذاتها كارثة الكوارث.

هذه مشكلة موجودة، تعاني منها محافظة شبوة في مجالات مختلفة وادارات متعددة في العاصمة عتق ومعسكراتها وفي كل المديريات.

 

الوظيفة الرسمية تمثل الدولة وسلطتها أمام المواطن ويفترض ان تسند إلى موظف كفؤ لديه مؤهلات تجعله جدير بالوظيفة أو خدمة إدارية طويلة وتجربة، لكن ان تأتي بعامل مطعم أو ورشة أو دلال في سوق الغنم وتسند اليه مسئولية إحدى الدوائر الحكومية أو إدارة مديرية أو موقع أمني وتنتظر منه أي عمل فيه خير لموقعه أو أن يطور عمل الإدارة فهذا تفكير سخيف.

وألاّ ما فائدة التعليم الأكاديمي والجامعات والمعاهد والدراسات العلياء اذا كان ذلك الرجل المتعلم الذي افنى سنين حياته في التحصيل العلمي سيصبح موظف في دائرة مديرها طباخ! أو بنشري! أو شيخ قبلي؟؟

وهنا لا نقلل من شان تلك الأعمال فهي اعمال شريفة لكن (لكل شغلة مشتغل) والوظيفة الرسمية المدنية لها موظف لديه كفاءة مهنية، والوظيفة العسكرية لها قائد عسكري لديه مؤهلات ودورات وخدمة عسكرية.

 

ماهكذا تكون الوظائف يا حكومة وياسلطة، الكفاءات في شبوة موجودة لكنكم لا تبحثون عنها، إنما تنظرون حولكم لتوظفوا موالين لكم سواء أحزاب أو أقارب.

اذا اردتوا رفعة المحافظة نقبوا على الكفاءات من اي مديرية كانت واسندوا إليها المهام حتى وإن كانت تلك الكفاءات من مديرية واحدة لا مشكلة، لكنها موجودة في كل المديريات ولله الحمد، حتى لا يكون تهميش ولا يشعر احد بالغبن، الوظيفة الرسمية ليست محاصصة إنما كفاءة لأن المواطن البسيط يعاني كثيرا من التعامل مع هؤلاء "المدراء" الجهلة، والعبء الكبير يقع على مستقبل المحافظة في مجالات الأمن والتنمية والتطور.

فهل من إعادة نظر وغربلة وتنظيف لتتخلص شبوة من هذا الداء؟

 

عبدالله سعيد القروة

١٢ نوفمبر ٢٠٢٣م