خيار الانتقالي أمام ضغط الخدمات

2023-11-15 15:58

 

جميع شعب الجنوب بمختلف فئاته يعلم أن ضغط خلق الإزمات في الخدمات وقطع المرتبات وانهيار قيمة العملة المحلية ضد العملات الأجنبية التي يزداد الضغط فيها هذه الأيام من قبل العليمي ومعين والراعي الإقليمي هي ورقة مرتبطة إرتباطا وثيقا بقضية الجنوب التحررية من خلالها يربدون من ممثل شعب الجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي) داخليا وخارجيا التنازل عن أشياء من مبادئ واهداف الثورة الجنوبية في المحادثات التي تم إجرائها في الرياض وذلك من أجل التوصل إلى تسويات سياسية بين جميع الاطراف اليمنية بمن فيهم طرف الحوثي لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام .

 

في هذه الحالة يكون المجلس الانتقالي الجنوبي أمام خيارات صعبة : يا أما التنازل عن أشياء من اهداف ومبادئ الثورة الجنوبية التحررية وبهذا التنازل إذا حصل سيفقد المجلس الانتقالي الجنوبي محتواه الثوري النضالي التي بدونها سيفقد ثقة الشعب الجنوبي به وبالتالي أنهاء تمثيله الداخلي والخارجي له ، حتى وأن تم الاعتراف به من قبل الراعي الإقليمي والاطراف الشمالية كمكون سياسي وتم قبوله كطرف في المفاوضات القادمة وكان له مكانة في التسويات السياسية التي سيتم التوصل إليها مستقبلا  إلا أنه سرعان ماسيكون في طريقه إلى الزوال لفقده حينها الحاضنة والتأييد الشعبي الجنوبي وفقده القوة العسكرية والأمنية لكون هاتين القوتيين الجنوبيتين ستبقى ثابته على اهداف ومبادئ الثورة الجنوبية التحررية التي في سبيل تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية المستقلة تم تقديم الكثير من شهداء الجنوب والكثير من التضحيات الجنوبية الآخرى في مختلف الأصعدة .

 

 أو خيار الخروج من الشراكة في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي المعترف بشرعيتهم إقليميا ودوليا ، في حال أن الانتقالي اقدم على مثل هذه الخطوة تعاطفا بسبب ضغط الخدمات دون أن يؤسس مقومات الدولة المستقلة بشكل متين وقوي ويتأكد من تلك المتانة والقوة ومنها بناء العلاقات السياسية والدبلوماسية مع دول الإقليم والعالم التي ستكون مبنية على المصالح المشتركة بين دولة الجنوب القادمة و تلك  الدول من خلالها يتم مسارعة تلك الدولة إلى الاعتراف بالشرعية الجنوبية المستقلة ، فأن الانتقالي في هذه الحالة يكون قد اعطى للقوى اليمنية المشاركة فرصة ثمينة  للتخلص منه كمشارك ضد وترك لها مساحة واسعة لتجديد الاعتراف الإقليمي والدولي  بشرعيتهم اليمنية كشرعية وحيدة يكون لها حق الأنفراد في التفاوض مع الحوثي الذين سيستغلون الفرصة حينها للاتفاق في التوصل إلى تسويات سياسية تكون ضد الجنوب وشعبه وقضيته التي  ستكون أكثر ضررا وأشد حربا من ضرر وحرب ضغط الخدمات .

 

  أو خيار سكوت الانتقالي أمام ضغط الخدمات على الشعب الجنوبي من قبل العليمي ومعين والراعي الإقليمي، وهذا سيؤدي إلى أنفجار الغضب الشعبي الجنوبي إذا استمر زيادة الضغط في الخدمات .

 

من هذا يتضح أن الجميع في دائرة الاستهداف ، كل فئات الشعب الجنوبي في قوتهم ومعيشتهم وخدماتهم  ، المجلس الانتقالي ككيان سياسي جنوبي جامع وممثل ، فئة القوات المسلحة الجنوبية والأمن والموظفين المدنيين في رواتبهم ومعاشاتهم ، على ذلك يكون علينا واجب التلاحم والتكاتف والتعاون ، عدم الإنجرار إلى العاطفة في إتخاذ المواقف السياسية الوطنية الحاسمة ، الاستمرار في ثبات الانتقالي الجنوبي على اهداف ومبادئ الثورة التي لاتنازل عنها البتة وتمسكه بها في المحادثات وفي المفاوضات للتوصل إلى تسويات سياسية نهائية لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام ، استمرار الانتقالي في شراكته الحالية في الحكومة وفي مجلس القيادة الرئاسي شريطة أن يتخذ من هذه الشراكة ومن هذا التمسك في تأسيس وتجهيز مقومات الدولة الجنوبية المستقلة القوية والمتينة من خلال  وضع أوراقه السياسية والعسكرية(من سيطرة عسكرية وأمنية على الأرض )  والإقتصادية  الضاغطة وبقوة من أجل رفع حرب ضغط الخدمات على الشعب الجنوبي وممارسة المسؤولية الجادة في الوظيفة العامة والتنظيمية للانتقالي  ضد الفساد والفاسدين الجنوبيين انتقاليين وغير انتقاليين ومعاقبتهم ومحاسبتهم والتشهير بهم ، ووضع المعايير العادلة  في توزيع المواد الإغاثية ومعونات المنظمات الدولية ، وضع حد للصرافيين من التلاعب بقيمة العملة المحلية لغرض انهيارها وفقد قيمتها ، استخدام الورقة الدبلوماسية بكثافة وقوة من شراكة الانتقالي في الحكومة وفي مجلس القيادة والضغط بها على دول الإقليم والعالم في الاعتراف بالشرعية السياسية الجنوبية التي ستكون على حساب مشاركة قوى الشمال كون الجنوبيين هم اصحاب الأرض والقضية وهم المسيطرون على الأرض سياسيا وعسكريا وأمنيا .

 

عادل العبيدي