لمنتقدي حماس: إذا قاومت فقد تخسر، وإذا لم تقاوم فأنت خسرت بالفعل

2023-11-26 16:26
لمنتقدي حماس: إذا قاومت فقد تخسر، وإذا لم تقاوم فأنت خسرت بالفعل
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

الأخوة الذين ينكرون مبدأ (مقاومة إسرائيل) باعتبارها الأقوى والأكثر بطشا، ومن ثم يجب الانصياع لما تريده..

 

*- شبوة برس - القاهرة

توجد قاعدة عسكرية (إذا قاومت فقد تخسر، وإذا لم تقاوم فأنت خسرت بالفعل) عدم المقاومة يعني خسارة وبالتالي إذلال وعبودية، لكن المقاومة تعني أن هناك احتمال أن تربح..فلما لا؟

 

مصر قبل عام 1973 كانت حسابات الحرب جميعها لصالح إسرائيل لعدة اعتبارات:

 

1- إسرائيل أقوى نوعيا بالدعم الأمريكي اللامتناهي وبطيران الفانتوم المخيف الذي دمر فيتنام آنذاك ،والذي كان هو العمود الفقري الأساسي للجيش الأمريكي في الستينات والسبعينات.

 

2- مصر خسرت أكثر من 3/4 جيشها وعتادها بعد النكسة، فبحسابات الأرقام لا يمكن لمصر أن تعيد تنظيم جيشها في أجواء حرب..يجب أن تظل فترة طويلة دون تهديد لكي يتسنى لها بناء الجيش مرة أخرى، ومن تلك الجزئية شعر الإسرائيليون بالاطمئنان.

 

3- الموانع المائية والعسكرية التي صنعتها إسرائيل شرق القناة جعل العبور فكرة أكثر صعوبة، وبحسابات الأرقام فلكي تنجح مصر في العبور ستخسر نسبة من جيشها والبقية يصبح فريسة للصهيوني..

 

هنا لم يحتار المصري بين خيارين..لقد قرر المقاومة من باب (احتمالية الربح)

 

وخسارة الحرب لو حدثت لن تكون أقسى وأوحش من عدمها، لكنها ستثبت إصرار ونوايا المصري على تحرير أرضه واستعداده لها، مما يعني أنه لو خسرت مصر في حرب أكتوبر يعني أنها مجرد جولة وليست نهاية المعركة..بالضبط كما كان يحدث في حروب التحرير الفيتنامية والكورية

 

الفلسطينيون لم يكونوا يحلمون أن يصلوا لتلك القوة العسكرية التي جعلت إسرائيل دولة معطلة بالكامل، ولا حياة في شوارعها، ويدفعون لتهجير مئات الآلاف منهم ويقتلون الآلاف أيضا، ويفرضون شروطهم في التبادل والإفراج عن السجناء..

 

فضلا عن استثمار الجانب الإنساني في غزة التي أصبحت في ضمير العالم (هولوكوست جديد) وهذا لم ينتبه له نتنياهو ورفاقه، أن العالم صار يركز على قضية فلسطين ويعرف أخبارها بعيدا عن حسابات ومصالح رؤوس الأموال التي يحكمها التيار (الصهيومسيحي) العالمي..

 

أنا لا أشجع على الحرب..بل أكرهها جدا، تعرفون موقفي من كل الحروب

 

لكن مقاومة المحتل فضيلة اكتسبها المصريون والجزائريون واللبنانيون والمغاربة..إلخ، ولكي تقاوم لابد من خسائر حتمية لكي تتحرر..

 

تخيلوا أن الجزائر فقدت 2 مليون شهيد لكي تحصل على استقلالها من المحتل الفرنسي، وبمنطق البعض أن هذا الرقم يؤكد حماقة مقاومة الجزائر، لكنه بصورة أخرى لن يجيب على سؤال: ماذا لو لم يقاوم الجزائريون هل كانت فرنسا ستنسحب أم ستصبح الجزائر جزء من فرنسا كما جزيرة رينيون في وسط المحيط..!

 

*- سامح عسكر – باحث وسفير مصري لدى منظمة الأمم المتحدة