أخطر الحروب دائما هي (حروب الأديان)!!

2023-11-27 14:55
أخطر الحروب دائما هي (حروب الأديان)!!
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

وقتها يتحول المؤمن الصالح إلى (سفاح) لاعتقاده أنه يدافع عن دينه، بينما هو يدافع عن قناعاته الشخصية بقتل الآخرين..

 

الحرب الدينية تدفع الناس لارتكاب كل المحرمات الشنيعة كقتل الأطفال والنساء والشيوخ، هؤلاء مسالمون ضعفاء الأولى رعايتهم لا قتلهم أو اتخاذهم أسرى..

 

الحرب الدينية تفقد البشر انضباطهم الأخلاقي، فيرتكبون الفواحش كالسرقة والاغتصاب، والسبب أن صورة الآخر في أذهانهم (شيطانية) حينها يتصورون أنه مهما ارتكبوا من أفعال هي عند الله والآلهة مقدسة..

 

الحرب الدينية بشعة جدا لأن الناس يظنون أنهم يدافعون عن الرب وحياتهم الأخرى ، وهي أغلى شئ في وجودهم الكوني.

 

الحرب الدينية جعلت من يظن أنه لن يقتل أحدا أو يؤذي أحدا طوال عمره أن يرتكب هذا الفعل الآثم سواء بعمد أو من غير..

 

حرب لا يربح فيها بشر ويخسر الجميع، وتظل جرائمها محفورة في الوجدان حتى ولو بعد مئات السنين..

 

أحياناً يتمنى الإنسان الموت بعد شعوره أنه سيفقد كل شئ، وهذا الشعور يتوسع في الهجوم على الأديان، وقتها سيتعامل بنظام شمشمون الجبار عليا وعلى أعدائي.. وهذا سر وراء النزعة العدوانية الانتحارية المرسومة على أوجه الدواعش وقت الانتحار، فهم يظنون أن دينهم في خطر.

 

التاريخ ملئ بالحروب الدينية، ولا أبالغ إذا قلت أن أغلبية حروب البشر كانت دينية بالأساس، وفي تاريخ المسلمين بدأت هذه الحروب بالفتوحات، ثم ردت أوروبا بالغزو الصليبي، ثم رد المسلمون بالغزو العثماني، ثم ردوا بعد ذلك بالغزو الاستعماري الحديث..

 

لا أتصور أن يفكر بشر ما بضرورة الانتقام لبشر آخرين ماتوا قبلهم بمئات السنين، هذا جنون وانفصام عن الواقع، وإهمال لكل مشاكل الدنيا، فبدلا من البحث عن السعادة يبحثون عن الحُزن، وبدلا من البحث عن الحياة يبحثون عن الموت..

 

طريق الابتعاد عن الحرب الدينية سهل وميسور، يكفي الحكام فقط أن يبعدوا رجال الدين عن الحكم والسلطة، أن يُحيّدوهم عن مراكز صنع القرار، فما من دولة مكّنت رجال دينها وسلمت من الحرب الدينية والتفكك على أساس عقائدي، وما من مجتمع رجل الدين مقدسا إلا وسلك طريق العنف من حيث لا يدري..

 

فرجال الدين كأي بشر..

 

يتصارعون مع بعضهم على المصالح والغنائم، يحاربون بعضهم على المال والسلطة، يطلبون الأمن مقابل الفتاوى ، يستغلون وضعيتهم الاجتماعية النافذة في التربح ومزيد من النفوذ والتوسع، فإذا حصلوا على السلطة والدعم الأمني يصبحوا أكثر شراسة مع المخالف، ويرفعوا كل أسلحة التكفير والقتل والتدمير وفتاوى العنف والكراهية..

 

بينما إذا ابتعدوا عن السلطة ولم يُمكَنوا من القوانين ظهروا بصورة أكثر وداعة ولُطفا، وتحولت أنشطتهم لدعم الخير والجمال، وانحصرت جهودهم في الأخلاقيات والرقائق...

 

*- سامح عسكر – سفير و باحث مصري