الشراكة العرجاء بين الإنتقالي و الشرعية المشردة.

2023-12-21 21:23
الشراكة العرجاء بين الإنتقالي و الشرعية المشردة.
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

*- شبوة برس – الأيام

مازالت بعض القيادات الجنوبية ترى أن التحالف مع الشرعية المشردة ممكنا، برغم وجود خلاف استراتيجي لا يتفق على مآلات الصراع القائم، وذلك بالبناء على ما هو مشترك حاليا في مواجهة مليشيات الحوثي، وتأجيل المختلف عليه لحين انجاز حل نهائي، يتيح الفرصة للتوافق حول القضايا المختلف عليها و كأن قضية شعب الجنوب مسألة سياسية يمكن ان تخضع للمساومات.

 

 هذا الامر كان من الممكن ان يكون ممكنا، لو كانت القوى الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي و الشرعية اليمنية المشردة مختلفان في قضايا تكتيكية، وليس صراعا بين قوى إحتلال و قوى تناضل ضد هذا الاحتلال.

 

لو أننا فرضنا جدلا إنهما أتفقا على طبيعة أسلوب و وسائل مواجهة العدو المشترك (الحوثي)، فمن يضمن للجنوبيين ألا تتملص الشرعية من إلتزاماتها كما حصل منذ إتفاق الرياض بل قد تذهب ابعد من ذلك بالتفاهم مع العدو المشترك (الحوثي) لغزو الجنوب مجددا، مستقوون بأطراف خارجية لفرض تسوية تتجاوز حقوق شعب الجنوب الوطنية و السياسية.

 

 إذن كيف يمكن إقناع شعب الجنوب أن التوافق في ظاهره المتمثل في مجلس القيادة الشرعي الذي يقود عملية تسوية وينفذ برنامج موضوع بالأساس ضد مشروع الإنتقالي ويعمل على إستبعاده وإقصائه بأكثر من طريقة ويرفض الإعتراف بالحقوق الوطنية و السياسية لشعب الجنوب أو الشراكة معه على اساس الندية يمكن الوثوق فيه.

 

أما القول بأن المشترك هو البحث عن سلام عادل لإنهاء الحرب ويمكن حل قضايا الخلاف فيما بعد، فهذا ليس إلا ذر للرماد على العيون وغير ممكن، لأن عملية التسوية المطروحة هي عملية سياسية بين مليشيات الحوثي وبقايا شرعية مشردة غير محددة و غير محايدة، وبالطبع سيكون أثرها في غير صالح الجنوبيين، لأن شروط هذه التسوية تؤسس لمعادلة سياسية تتقاسم بموجبها نفس قوى المركز المقدس مفاتيح الهيمنة التي كانت قبل ٢٠١٥م، ولم تأخذ في الحسبان جذور الصراع الحقيقية مع شعب الجنوب، كما تقفز على جرائم الحوثي وتجعل بيده حق رفض بل نقض عملية التسوية نفسها.

 

 لذلك دون تحديد جذور وأس الصراع الذي تقع قضية شعب الجنوب في القلب منه، وتقديم الحل الذي يقنع الجنوبيين لايمكن إنجاز سلام مستدام يتيح فرصة إنهاء الحروب و تحقيق الإستقرار.

 

خلاصة القول أنه لا سبيل لوجود مشترك بين القوى اليمنية في الشرعية المشردة و بين القوى الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي في هذه الحالة و ان الصراع و المواجهة قادمة، فماذا اعددنا لها؟ .

*- د. حسين لقور #بن_عيدان