(الجنوبيون لا أحدا منهم يقف ضد فك الارتباط ولكن فك الارتباط يتعثر نتيجة طغيان النزعة الذاتية عليهم) "مسدوس"
*- شبوة برس – سالم صالح بن هارون
هذا العنوان هو مقولة للمفكر السياسي الجنوبي محمد محمد حيدره مسدوس ، وهو استنتاج صحيح إن الجنوبيين لا يختلفون حول فك الارتباط ، لكنهم مختلفين على ما بعد فك الارتباط ، أي مختلفين على من منهم سيحكم الجنوب بعد فك الإرتباط ، لكن في إعتقادي إن هذه المسألة حلتها الرؤية السياسية للمجلس الإنتقالي الجنوبي، والمتمثلة في الإلتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية حديثة ، تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية ، والسلام والأمن وسيادة النظام والقانون ، وحرية التعبير عن الرأي والفكر والانتماء والاعتقاد والانتخاب ، والتداول السلمي للسلطة .
لكن السؤال المشروع الذي يوجهه الآخر هو: ما هي الضمانات التي يمكن إن تمنع الإنتقالي الجنوبي من الإنقلاب على رؤيته السياسية؟ خصوصا وأنه هو المكون المؤهل لإستلام السلطة في الجنوب ، بعد فك الارتباط وإدارة الفترة الإنتقالية ، حتى إصدار دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة رئاسية وبرلمانية ، هذا السؤال هو السؤال الذي يتوجب على كل الجنوبيين المساهمة في الجواب عليه ، ويقع على الإنتقالي القسط الأكبر من المساهمة في الرد على هذا السؤال ،
وفي إعتقادي إن الجواب على هذا السؤال ، أي الضمانات التي يمكن إن تمنع الإنتقالي من الإنقلاب على رؤيته هي : إتفاق الجنوبيين على الرئيس وأعضاء الحكومة التي ستسير الفترة الإنتقالية ، والتي في إعتقادي إن مدتها يجب إن لا تتجاوز عامين .